الطائرات الروسية تقض مضجع العثمانيين الجدد

وبحسب موقع “روسيا اليوم” صرح أوغلو لتلفزيون “أهابر” التركي، يوم أمس الاثنين، بأن الطائرة أسقطت في المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا.
وأضاف، أن موسكو أبلغت أنقرة أن الطائرة ليست تابعة لها، ولذا فمن الممكن أن تعود الطائرة إلى القوات السورية الحكومية، أو إلى وحدات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أو إلى قوات أخرى.
وزعم اوغلو، إن “إسقاط الطائرة كان له تأثير رادع”، معربا عن أمله في أن تلتزم روسيا الحذر بعد الانتهاكات السابقة للمجال الجوي التركي.
وذكر موقع “روسيا اليوم”، ان هذه ليست المرة الأولى، تتوعد فيها أنقرة الطائرات، التي تقترب من الأجواء التركية، بالويل والثبور وعظائم الأمور.
وكانت تركيا قد أسقطت طائرتين سوريتين خلال السنوات الثلاث الماضية، لأنها اقتربت لمسافة أقل من 5 كيلومترات من حدودها، وهذه “الطائرة المجهولة الهوية لأوغلو”، هي الثالثة، التي يسقطها الطيارون الأتراك “الأبطال”، لكنها ليست أكبر بكثير من “الطير”، الذي وعد رئيس الوزراء التركي، باعتراضه إذا جرأو على اختراق المجال الجوي لبلاده.

بيد أن الأمر كان مختلفا بالنسبة للطائرات العسكرية الروسية، حيث لم تجرؤ أنقرة على تنفيذ تهديداتها، عندما اخترقت الطائرات الروسية مجالها الجوي مرتين، ما دفع أردوغان لطلب النجدة من الناتو، الذي رجا موسكو أن لا تكرر هذا الاختراق، وأن تتجنب استهداف مواقع ما وصفها بـ”المعارضة السورية المعتدلة” على الحدود.
وأتى الرد سريعا على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما سخر قائلا “إن روسيا مستعدة للاتصال بـ”الجيش الحر” في سوريا إن كان موجودا أصلا”.
جاء ذلك بعد 5 سنوات من رفع أردوغان شعار تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وإعراب الرئيس التركي عن نيته إقامة الصلاة في المسجد الأموي بدمشق.
وكان موقف “السلطان” التركي، الطامح إلى إقامة الخلافة العثمانية من جديد، آنذاك منطقيا ومفهوما بعد موجات “الربيع العربي” وسقوط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، حيث افترض أردوغان أن هذا السيناريو سيتكرر في سوريا، ولذا كان فتحه الحدود في عام 2012 أمام اللاجئين السوريين، معتقدا أن إقامتهم في بلاده لن تطول كثيرا، ولا سيما أن دول الخليج (الفارسي) كانت على أي حال تمول إقامتهم.
لكن الأزمة التي طالت، وتحول الصراع في سوريا إلى نزاع مديد، تلعب فيه التنظيمات الدولية الإرهابية و”داعش” الدور الأكبر. وتهاوت أماني أردوغان بإسقاط “نظام الأسد” كبيت مصنوع من الكرتون.
والمرعب في الأمر، أن شركاءه في التحالف المعادي للرئيس السوري، وبعد خمس سنوات من المآسي والدمار وعشرات الألوف من القتلى في سوريا، لا يرغبون حتى الآن بالاعتراف بانهيار خططهم.
وشكلت العملية العسكرية الروسية في سوريا، أحد أسوأ كوابيس أردوغان الذي تقلصت أحلامه ومشروعاته في سوريا، إلى بضعة كيلومترات على الحدود معها، لا تعبرها الطائرات.
لكن الرئيس الروسي بوتين ماض حتى النهاية بالعملية العسكرية الجوية في سوريا، لكي لا يصبح أردوغان خليفة عثمانيا جديدا، فاستعدوا لسماع التهديدات التركية المتواصلة بإسقاط الطائرات العسكرية الروسية.