الأحدث

بوتين يذكر اردوغان بـ لواء الاسكندرون

تحمل الخروقات الجوية الروسية للمجال التركي أبعادًا أكبر من مجرد استفزاز، أو خطأ عسكري، إنما هي رسالة تاريخية من موسكو لأنقرة، تحاول عبرها الإشارة إلى لواء اسكندرون كأرض سورية قابلة لأن تكون ورقة ضغط في المرحلة المقبلة.

وتحت عنوان ” التحليق الروسي فوق تركيا : أكثر مما يتراءى للعين؟”، أوضح الكاتب جيمس جيفري في مقال نشره معهد واشنطن, انه و”على الرغم من أن التقنية العسكرية الحديثة مثل التوجيه عبر الرادار ومساعدات الملاحة عبر نظام التموضع العالمي تجعل التحليق غير المقصود فوق الأراضي المجاورة نادراً نسبياً، إلا أن مثل هذه الحوادث تقع في العمليات العسكرية. لكن ما يجعل التحليق الروسي فوق الأراضي التركية في 3 تشرين الأول/أكتوبر، مدعاة للقلق فعلاً هو موقعه. فوفقاً لبيان صحفي صدر عن وزارة الخارجية التركية في 5 تشرين الأول/ أكتوبر، حلقت طائرة روسية فوق مدينة يايلاداغي في مقاطعة هاتاي. وبما أن هذه المنطقة قريبة من الحدود السورية وليست بعيدة عن مناطق القتال، فهي ذات أهمية هائلة لأسباب أخرى.”

وأضاف جيفري “إن سكان مقاطعة هاتاي هم جزئياً من العرب. كما وتتمتع المقاطعة بتاريخ معقد قد يؤدي إلى تعقيد حسابات أنقرة حول التدخل الروسي. وحتى أوائل القرن العشرين كانت هاتاي تُعرف بـ “سنجق الاسكندرون”، ولم يكن سكانها الذين يشكلون خليطاً من عدة طوائف جزءاً من تركيا كما أُنشئت وفقاً لـ “معاهدة لوزان” بعد الحرب العالمية الأولى. بل جرى انتداب المنطقة إلى فرنسا إلى جانب سوريا ولبنان.

لقد تمتعت هاتاي بوضع خاص في إطار الانتداب الفرنسي و”الدولة” السورية، مع منح المجتمع التركي حقوق ثقافية ولغوية خاصة به. وفي وقت لاحق طالب الرئيس التركي الأول مصطفى كمال أتاتورك بهذه الأراضي وأصبحت في النهاية “جمهورية” في عام 1938 تحت وصاية فرنسية وتركية مشتركة. وبعد ذلك بوقت قصير، أنشأت المعاهدة البريطانية-الفرنسية-التركية لعام 1939 اتفاقية أمنية متبادلة بين الدول الثلاث، واعتُبر التنازل عن هاتاي إلى تركيا بمثابة مقابل لانضمام أنقرة إلى الاتفاق. وعلى الرغم من أن تركيا لم تساعد فرنسا وبريطانيا في الحرب العالمية الثانية، نظراً إلى بند إعفائها من أي صراع قد يؤدي إلى قتال مع الاتحاد السوفيتي، الذي تحالف مع ألمانيا في عام 1939، إلا أنها استمرت في الاحتفاظ بهاتاي.

وفي السنوات السابقة، كانت هاتاي جزءاً من مجمع المواجهات المماثل للحرب الباردة بين أنقرة ودمشق، والذي شمل دعم سوريا لـ «حزب العمال الكردستاني»وتأمين ملجأ لزعيمه، على الأقل إلى أواخر التسعينات.

وتابع الكاتب مضيفاً ” هل يمكن للمرء أن يستنتج أن التحليق فوق تركيا كان متعمداً؟ هل كان وسيلة لتحذير تركيا من أنها إن لم تحسن سلوكها في القضية السورية، حيث هي على خلاف عميق مع روسيا والأسد، فقد تدفع ثمناً باهظاً في يوم من الأيام؟ ربما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق