المحلية

إتفاق إيران النووي : من يجب أن يقلق ؟ – قاسم ريا

إذاً، أنجزت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إتفاقها النووي المنشود منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه. العمل النووي كان متاحاً في ذلك الوقت، للشاه الشيعي، ولكن شرط أن يكون بكل بساطة: شاه!
كانت زيارة الشاه إلى المملكة العربية السعودية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ بركة، ويتأهب لاستقباله كل أركان المملكة، على النوافذ والشرفات، في الشوارع ومفارق الطرق.. وكان النووي متاحاً لا للأغراض السلمية، بل حتى تصنيع السلاح النووي.
عندما جرى الإطاحة بالشاه بعد الثورة الاسلامية، تغير كل شيء.. فلم يعد مسموحاً للشعب الايراني أن يحصل على السلاح النووي وهو ما لم يكن يريده الشعب أصلاً، ولا على الطاقة النووية للأغراض السلمية وهو ما يريده.

كانت إيران صريحة جداً فيما يتعلق ببرنامجها النووي، لا نريد السلاح الذري فهو محرّم لدينا، إنما نريد العلم، والتكنولوجيا، والطاقة النظيفة..
توقيع الإتفاق أنهى أطول حصار اقتصادي تاريخي مفروض على إيران.
أول من استشعر القلق هو إسرائيل، ومن حقها ذلك، فإيران ليست دولة صديقة لها، بل إن قيام إيران بشكلها الحديث يتضمن في المبادئ فكر محاربة اسرائيل بشتى الوسائل، حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإزالة الكيان الصهيوني من الوجود نهاية المطاف.

قلق المملكة العربية السعودية من الإتفاق النووي هو غير مبرر، فإيران دعت دائماً إلى التلاقي مع جيرانها، عمان والإمارات والسعودية وقطر، ولكن، محاولة السعودية جر إيران إلى معركة مفتوحة في اليمن، تنفيذاً لمطالب إسرائيلية هدفها عرقلة المفاوضات بشكل تلقائي عند انخراط ايران في معركة إقليمية.. تدفع المملكة الى القلق، فقد تم تسويد وجههم حرفياً، عندما عجزت إسرائيل عن منع حصول اتفاق كهذا.
الخسائر التي تغنّى بها الناطق الإعلامي بإسم الجيش السعودي، والتي قال إن عاصفة الحزم كبّدتها لإيران مالياً، يجري تعويضها الآن من قبل المجتمع الدولي، بعد فك التجميد عن الأرصدة الايرانية المجمدة، وهي تفوق الخسائر المزعومة بأضعاف. إذاً هل يجب على السعودية أن تقلق؟ بمنطقها نعم للأسف.

قلق آخر غير مبرر، في سوريا.. إذ يعتقد البعض أن الملف السوري كان ورقة من أوراق التفاوض في الملف النووي بين إيران والدول العظمى، وهنا يقول مصدر متابع للمفاوضات لموقع بوصلة، إن الملف السوري طرح بالفعل، ولكن ليس من قبل إيران، بل من قبل الولايات المتحدة الاميركية، لافتاً إلى أن الطرح كان في بداية المفاوضات.
المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه يقول في حديثه لموقع بوصلة إن ايران أبلغت المفاوض الاميركي رفضها ربط الملف السوري بملفها النووي بشكل مطلق، موضحة أن لا علاقة للأحداث الجارية في سوريا بمساعيها لامتلاك الطاقة النووية النظيفة، وأن موقفها من الأحداث في سوريا والحرب ضد الإرهاب ليس موضع نقاش أو مساومة.

إذن فلتقلق إسرائيل والسعودية، ولتقرّ عيون السوريين بحليفهم النووي، الإيراني..

 

موقع بوصلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق