المحلية

الارهاب وليد الثقافة الاسلامية – مليسا مسعد

عندما تجد صفحات و قنوات اعلامية تقوم بدور التجييش الديني (القدس، الجزيرة، رصد ) لابد ان نعيد التفكير، وعندما تجد شيوخ الدين يجندون الشباب الى متواهم الاخير بينما اولادهم يتعلمون في احسن المدارس الاوروبية لابد من من اعادة التفكير، و عندما تجد النصوص الدينية تدعم افكار البرابرة فلابد من التوقف.
نسبة الجهل في الوطن العربي هي الاعلى، و نسبة الوعي الديني و الثقافي هي الادنى امزج هذا بوسائل اعلامية ذات راس مال هائل تسخر كل طاقتها لتجيش الناس لقضية معينة و تتبع اجندة معينة و اضف الى المزيج مجموعة من النصوص الدينية التي اما مكذوبة او يساء استخدامها او مزورة من وجهة نظر الحادية. ستكون نتيجة هذا المزيج هو ما نراه اليوم في ليبيا و اليمن و سوريا و العراق و ما رايناه في باريس و مدريد و نيو يورك و نيروبي و دار السلام و الدار البيضاء…
حركات تمتلك اجندات معينة تسخر الدين لمصلحتها و هي في الواقع مسخرة لخدمة اجندات غربية و اجندات الحكومات العربية كذلك، من ظنوا نفسهم جنود الله هم في الحقيقة عملاء للانظمة و بدون اجر .
يبقى السؤال هل هي تفعل هذا عن سهو او عن قصد ؟
فهذه الحركات هي التي امدت الحكومات العربية المتسلطة بالشرعية، فقد ربطت هذه الحكومات وجودها بهذه الحراكات الارهابية و ان زوالها سياتي بهؤلاء و هو ما رايناه في مصر و نراه اليوم في سوريا ( هذا ليس دفاعا عن الانظمة المستبدة ).
و العجيب هو التاييد الشعبي الذي تحظي به هذه الجماعات و الدعم المادي و المعنوي الكبير الذي يقدم لها علما انها لم تقدم للمسلمين سوى الخراب و الدمار.
عندما اصدر سلمان رشدي كتابه ” آيات شيطانية ” الذي استهزأ فيه بكل الديانات و بكل الاجناس حتى بشخصيات كبيرة كشخص الملكة اليزابيث لم تثر تائر احد بسثناء امة واحدة و هي ” خير امة اخرجت للعالمين ” بفضلهم كسب رشدي شهرة عالمية و حقق كتابه مبيعات خيالية و العديد من الجوائز الادبية.
هنا يجب ان نطرح السؤال لماذا المسلم هو الاكثر تعصبا ؟!
الثقافة الاسلامية تولد من ذاتها غرورا و انانية لا تفرق عن الثقافة اليهودية بشيء فاليهود يعتبرون انفسهم شعب الله المختار اما المسلمين فهم خير امة و هم اصحاب الرسالة الحق، لكن منطقيا يجب ان يكون هذا سبب للثقة بالنفس و الاقتناع بالفكرة و الايمان بها اكثر لكن لا، المسلم يرى ان كل هجوم او نقد او حتى سخرية من معتقده بامكانه زعزعة ايمانه و الاخلال بعقيدته علما ان عقيدته مختلة من الاساس.
و ما هو اسوء هو لعب دور الرب و هو الاداء الذي يتميز به المتشددون، فهم يمتلكون مفاتيح الجنة و النار و كذلك يساهمون في عمل ملك الموت فهم مندوبون له على الارض.
اكثر من شوه الاسلام هم علماء الدين الذين صوروا الرسول الذي يفترض انه ما بعث الا رحمة؛ بابشع و اعنف الصور، مرة يسب و يشتم و مرة يقتل و يجلد و يقطع الايدي و مرة يامر بقتل من سبه و الكذب يستمتر و يستمر و يستمر… سواء في فتاويهم او في امهات كتبهم، فمن يريدون ان يثاروا الى رسولهم فعلا عليهم ان يقفوا في وجه هؤلاء في وجه الموروث الديني و في وجه ثقافة التقديس.
النسبة الضئيلة من المثقفين المتدينين مطالبون بالقيام بثورة اصلاح ديني، الاسلام يحتاج الى مارثن لوثر جديد حركة تدعوا الى تحكيم العقل قبل النص و اعادة النظرو فحص الموروث التاريخي بعين ناقدة، و الخروج بنسخة منقحة او على الاقل شبه منقحة من الكذب و التحريفات التي اقرها علماء كثر على مر التاريخ.
و الا سيبقى المسلمين في جهلهم و تخلفهم و بربريتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق