الثورة اللبنانية ضد بشار الأسد – قاسم ريا

خابت ظنون منظمي الحراك العربي او ما جرى تسميته بالربيع العربي، لتغيير الانظمة في الشرق الأوسط وتطويعها بما يتناسب مع أمن واستقرار إسرائيل، فناهيك عن فشل معظم تلك الثورات بتحقيق اهدافها وجلب انظمة جديدة مطابقة للمعايير المطلوبة، لم يتأثر لبنان بشكل مباشر فيها، فالأمور معقدة جداً في لبنان.
في نفس الطائفة والدين والمذهب، هناك فريقين أو أكثر، متخاصمين في السياسة، فلا تنجح مساعي ثورة اللون الواحد ضد الأقليات كما حصل في باقي الدول العربية، وفي بعض الأحيان ثورة اللون الواحد ضد نفس اللون ولكن داكن اكثر أو فاتح اكثر..
إذن تأخر لبنان، واليوم شكل تحرك بعض الشباب اللبنانيون فرصة لتعويض ما فات هذه الدولة الصغيرة، لتلتحق بركب الثورات العربية، ولكن مهلاً.. لا يوجد رئيس للجمهورية اللبنانية !
إذن على من سيثور هؤلاء؟ الطبقة السياسية الفاسدة ؟ لن ينجح الأمر بالتأكيد كون تلك الطبقة منتخبة بالأساس من قبل المتظاهرين أنفسهم، وكلّ منهم انتخب من يمثله ويعنيه، سياسياً، طائفياً ومذهبياً.. والكل سينتظر الكل حتى يثور ضد من يعنيه، ولن يتقدّم أحد فيكون أول من أسقط زعيمه، الزعماء خطوط حمراء عند معظم اللبنانيين.
مع غياب رئيس الجمهورية، المنشغل بالأنشطة الاجتماعية بعد انتهاء ولايته، لا سبيل أمام اللبنانيين إلا اختيار رئيس من دول الجوار، وتنصيبه رئيساً على لبنان، وبعدها الثورة عليه، وشخصياً لا أجد أفضل من الرئيس السوري بشار الأسد ليستلم هذا المنصب في لبنان، الرجل قادر على هذه المهمة، ونسبة لحجم لبنان الصغير الذي يعادل حجم محافظة حمص، فلا اعتقد أن إدارة لبنان ستشكل أي صعوبة امام هذا الرجل، الذي تمكن من ادارة بلاده وخدمة الشعب السوري طيلة 5 سنوات عجاف، تآمرت عليه دول عديدة لدفعه إلى الاستقالة او الرحيل، سواء بالتطمينات او بالتهديدات، ولكنه صمد، ولم يرحل.
بوصلة نت