الديكتاتورية والشعوب المنكوبة – عمر ال عبدالله

الشعوب العربية مسؤولة مسؤولية كاملة عن ديكتاتورية زعمائها، ودفعهم الى جنون العظمة، أَبدّتهم على الكراسي بصمغ النفاق، صفقت لهم عند هزائمهم حتى تقشرت ايديها .. !!، لم ينتصر احدٌ منهم مرة واحدة ليسترد اعتباره امام نفسه، بل انتصروا في حروبهم على شعوبهم المنكوبة، رغم ذلك نحتت لهم اصناماً كالآلهة ..!!، صورتهم في احسن صورة، شعوب مدجنة لقلة حيلتها، عملت بنظام السخرة في اوطانها، ” العنة … “، شعوب تستمتع بعذاباتها، احدودبت ظهورها وهي تستجديهم مكارمَ منهوبةً من جيوبها ..!!
الحاكم العربي في نظر “رعاع” الامة ارتقى الى مصاف الملائكة، رغم انها شعوب منكوبة بجوع كافر، تخلف مزمن، ضياع هوية، صبرت على جوعها و تجويعها، لكنها شربت الانخاب فرحاً في طهور اولادهم، اطلقت الالعاب النارية والزغاريد في نكاح كريماتهم، ذرفت الدموع كالنساء على رحيلهم مع انها لم تر منهم الا ما ساء وجوهها، واساء لتاريخها، تُرى : هل كل هذا كان نفاقاً يسيل في دمها ام تقية تتستر بها خوفا من عقاب الاجهزة ..!!
جاء الجواب في ربيعها، عندما انهار حاجز الخوف، انكشفت طبقة اصباغ مكياج مُهرجيها، كشرت عن انيابها، ندمت على زيف عواطفها، فإنقضت على اصنامها بالصرامي رجماً، شأنها شان الاعرابية ” حنيفة” التي صنعت صنماً من تمر تعبده، وعندما جاعت إلتهمته، فقالت العربانُ سخريةً منها واستهزاءً بها : ” اكلت حنيفةً ربها “، هل تفعلها الشعوب العربية كما فعلتها الاعرابية وتأكل اربابها، لا عجب اذا ما انفجر الغضب ثورة عربية عارمة.
انعدمت العدالة، غابت المساواة والمُساءلة، ضاعت المسؤولية …، اعجب العجب ان تظل شعوبنا تعض على جراحها كانثى مغتصبة، صابرة متصابرة كقوافل جمال مسحوبةِ من انوفها بحميرها، تعلك احناكها من جوعها كبعران صائمة، بينما الحاكم يجلس على اكتافها، مُدلياً اقدامه على شاربيها، صارخاً ملء اسماعها : انا لن اغادر الكرسي … لن أُلقي الصولجان من يدي الا اذا هبط المسيحُ من السما الى الناصرة، ” من انتم ..؟ ” ” انا الدولة والدولة انا”.