المحلية

الشيخ قاسم: نؤيد التدخل العسكري الروسي

تساءل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم “ماذا تفعل “إسرائيل” في المسجد الأقصى، لقد حاولت مرارًا وتكرارًا خلال الفترة السابقة أن تزيد من عدد المستوطنات، وأن تدخل إلى الحرم الآمن، وتعمل على إفساح المجال أمام اليهود ليدنسوا المسجد الأقصى مستفيدين من الاضطراب الموجود في العالم الإسلامي والعربي بحيث أن الناس يتلهون بمشاكل صنعها لهم الغرب و”إسرائيل” لينصرفوا عن القضية الأم والأساس وهي القضية الفلسطينية”.

الشيخ نعيم قاسم

نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم

وأضاف خلال كلمة ألقاها سماحته في حفل تخريج طلاب مدارس المصطفى (ص) والبتول (ع) “الحمد الله الشعب الفلسطيني شعبٌ مجاهد وحي، بالصدور العارية يواجه هذا الاحتلال ويفضحه أمام العالم ويبرز للجميع بأن بيت المقدس ليس سائبًا ولا يمكن لـ “إسرائيل” أن تصنع ما تشاء بوجود هؤلاء المجاهدين”، وأوضح ان “هذا يلقي مسؤولية على العالم العربي والإسلامي لنصرة هؤلاء”.

وأشار سماحته “نحن لا نطلب من هذا العالم إلاَّ أن يصرخ ويعترض وأن يعبِّر ويصدر البيانات لأن هذه الأعمال بحد ذاتها تُنشئ جوًّا مساعدًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني كي لا يبقى وحده”، واعتبر ان “من يفعل هذا يربح، لأن القضية الفلسطينية قضية حق وشرف وكرامة”.

كما أكد سماحته بـ “أن كل مآسينا في المنطقة هي بسبب إسرائيل”، وأضاف انه “لولا “إسرائيل” لما كان هناك اجتياح للبنان، لولا “إسرائيل” لما كان هناك تخريب في سوريا وتونس ومصر والمناطق المختلفة، لولا “إسرائيل” لما كان هؤلاء الذي يتربعون على عرش القيادة في منطقة الخليج برعاية أمريكية من أجل أن يحافظوا على خطوات تؤدي إلى المحافظة على “إسرائيل” والقبول بها في المنطقة”، وتابع “دائمًا يجب أن نقول للعالم هذه غدة سرطانية يجب أن تُقتلع وأن تزول من الوجود”.

وأردف الشيخ قاسم “الغرب وعلى رأسه أمريكا هم الذين مكَّنوا الإرهاب التكفيري من الانتشار في منطقتنا”، وتساءل “متى أعلنت “داعش” دولتها في الموصل؟ قبل سنة ونصف تقريبًا، ومتى بدأ الانتشار والحضور التكفيري في سوريا؟ قبل أربع سنوات تقريبًا، كيف أتى هؤلاء إلى منطقتنا ليقيموا دولتهم ويتربعوا على عرش المنطقة؟ عبر البوابة الأردنية والبوابة التركية وبالأموال السعودية والقطرية والخليجية وبالرعاية الأمريكية الأوروبية الدولية التي قدمت كل الإمكانات العسكرية وكل التسهيلات السياسية. إذًا هم الذين ثبَّتوا دعائم الإرهاب التكفيري في منطقتنا”.

نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم

نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم

وتابع “الحمد لله كان محور المقاومة يقظًا فواجههم. والضربات التي حصلت ضد الإرهاب التكفيري حصلت بيد محور المقاومة”، واكد ان “محور المقاومة هو الذي أخرج التكفيريين من لبنان وجعلهم ينكفئون أو يُسجنون أو يُقتلون، وهو الذي طردهم بعيدًا عن الحدود اللبنانية السورية في عدد كبير من القرى”، وشدد على أن “دور محور المقاومة هو الذي حرر ثلث العراق من الإرهاب التكفيري، محور المقاومة هو الذي أدَّى إلى صمود سوريا في وجه تدميرها أربع سنوات ونصف حتى الآن ولم يتمكنوا من فعل شيء، محور المقاومة هو الذي برز زينته وقيادته المتمثلة بإيران الإسلام لأنها وقفت تحاور العالم لتنتزع اعترافًا بحقها النووي والسياسي في الوجود بسبب صلابتها وثباتها”.

كما شدد سماحته على أن “اليوم أصبح واضحًا أن الذي أنشأ الإرهاب التكفيري هو المحور الغربي، وأن الذي واجه الإرهاب التكفيري هو محور المقاومة”.

وبموضوع التدخل الروسي في سوريا، قال الشيخ قاسم “قرأت تقريرًا أن عدد غارات التحالف الغربي على “داعش” في سوريا والعراق منذ سنة حتى الآن هو 3500 غارة، ونرى أن هذه الغارات حول أماكن تواجد “داعش” لتستقر في الأماكن الموجودة فيها”، وأضاف “لم نسمع بقتلى أو تغيير ديمغرافي ولا جغرافي ولا تأثير في الموضوع، والآن جاءت روسيا وخلال 72 ساعة أطلقت ثلاثين غارة جوية وأصابت عشرات الأماكن في هذه الغارات”، ولفت الى انه “دبَّ القلق والرعب وتغيَّرت معادلات، وبدأوا يهربون من أماكن إلى أماكن أخرى ويُخلون مراكز ومعسكرات، وقام الغرب من أوله إلى آخره يعترض على ثلاثين غارة!”.

هذا، وأوضح سماحته اننا كحزب الله “نؤيد التدخل العسكري الروسي بكل إمكاناته لضرب الإرهاب التكفيري بعناوينه المختلفة في سوريا والعراق بلا تحفظ”، واضاف “لأننا نعتبره موجَّهًا ضد هؤلاء الذين يعطلون حياة شعوبنا في المنطقة وليسوا من أهلها ولا من دينها ولا مذهبها ولا ينتمون إلى الإنسانية التي نريد أن نعززها وأن نثبتها بعز المقاومة وانتصاراتها على أعداء الله تعالى ليعيش شعبنا بطمأنينة وأمان”.

وعن الازمة اللبنانية، اشار الشيخ قاسم الى ان “التسوية لإعادة عمل الحكومة هي تسوية معقولة ومنطقية ونحن ندعو إلى تنفيذ ما اتُّفق عليه في جلسة الحوار بين حزب الله وتيار “المستقبل” وتابع “في الاتصالات التي قادها الرئيس بري في جلسات الحوار وفي المناقشات الجانبية التي كانت تجري لإيجاد هذه التسوية العادية جدًا من أجل إعادة الحكومة إلى العمل وهذا ربح للجميع وربح للبنان”، واوضح انه “للأسف بعض القوى السياسية امتهنت التعطيل لأنه لم يعد لها لا وزن سياسي ولا مستقبل، هم يعطلون ولكن لا يوجدون الحلول”.

كما اعتبر سماحته “أن لبنان وحيدٌ في هذه المنطقة المضطربة، فلا أحد يفكر بلبنان ولا بحلِّ مشاكله ولا بمستقبله”، وأضاف “إن لم يفكر اللبنانيون بانتهاز هذه الفرصة من الاستقرار السياسي والأمني فسيخسرون”، واعتبر ان “هذه مسؤولية اللبنانيين ليستفيدوا من هذه المرحلة الحساسة التي إذا خسروها فهذا يعني أن خسارتهم ستكون كبيرة ومدوية في آنٍ معًا”.

وأضاف “اليوم أريد أن أطرح فكرة جديدة فيها نوع من التحفيز: تعالوا نتبارى في اجتراح الحلول، بدل أن نتحدث عن المشاكل، ونحمِّل بعضنا بعضًا مسؤوليات التعطيل، ماذا لديكم يا جماعة 14 آذار ونحن نقول ماذا لدينا، ولكن بطريقة إيجابية”، وتابع “سأفتتح هذا المزاد بمجموعة من الاقتراحات الإيجابية وانتظر ردهم إما باقتراحات إيجابية أو الموافقة على هذه الاقتراحات لنحل المشكلة: نقترح عليهم إزالة العقبات عن طريق عمل الحكومة من أجل أن تعود إلى الاجتماع وتصريف شؤون المواطنين بتسويات مقبولة من الطرفين”.

وأردف قائلاً “نقترح أن يبدأ انعقاد المجلس النيابي ولو بتشريعات محدودة سموها الضرورة أو قوانين تمس شؤون الناس، سموها سلم الرواتب والرتب، سمّوها بعض القروض التي تحل المشكلة، ولكن فلينعقد المجلس النيابي ولو بالحد الأدنى للقوانين التي تريدونها لتتحرك عجلة البلد. نقترح عليهم أن نناقش برنامج عمل رئيس الجمهورية وأن يُعقد معه اتفاقات حول المرحلة المقبلة، ليكون الرئيس القوي الذي نختاره ملتزمًا معكم بتفاصيل نحن حاضرون أن نكون جزءًا منها من أجل أن نبني هذا المستقبل بطريقة إيجابية”.

وتابع “سلة الإيجابيات كثيرة، ندعوكم إلى قانون انتخابات، ونحن نرى أن النسبية هي الحل، إذا كان لديكم حل منطقي أو شعبي أو يمكن أن ينصف الناس فتعالوا إلينا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق