المحلية

انتظار …. – خلود حمد الرمح

 

الحياة في بلدنا يملؤها الفراغ الممدَّد له ، فإن كان الفراغ هو المرّ فبالتأكيد شغور الكرسي بالشخص اللامناسب هو العلقم .
لعبة كرسي كراسي لم تصل الى خواتيمها بعد ، ففي مباراة النصف النهائي مدّد النواب لأنفسهم اذ لا قانون انتخابي جديد يعاصر الواقع يتوّج النصرلأبطال جدد في الملعب البرلماني ولأن الأسماء لن تتغيّر قرروا أن لا ينهكوا المواطن في اعادة اختيارهم طالما ان الكراسي محجوزة حتى أمد ممدد له لتكون النتيجة 128/ عامين ونصف.
وفي الموازاة ، كرسي رئاسة الجمهورية مليء بفراغه بانتظار صفّارة الحَكم الخارجي او ازاحة الستارة عن النجم الذي سيمدد للفراغ بفراغ الشغور او في أهم الانجازات سيحرر قيد الرئاسة من فراغ الكرسي ليملأ المكان ، أسماء تصول وتجول اعلامياً حفظها الشارع اللبناني عن ظهر قلب ، الأحرف الأولى من تلك الأسماء ( ج ع ج خ رس ) للتأكيد فهذه ليست طلسماً يُفرّج عن المواطن كرب الفقر الذي يعيشه ، ففي الخواتيم السعيدة لهذا الفراغ سيتربّع الرئيس على عرش بعبدا ، يستقبل ويُودّع ، يستنكر ويُندّد ، يدعم ويؤيّد ، ويُضاف اسمه الى قائمة الرؤساء الذين تعاقبوا على لبنان منذ عهد الاستقلال ، وهنا واجب علينا التأكيد على أن فخامة المقاوم اميل لحود لم يكن اسماً في هذه اللائحة بل وسام شرف وعزّ في تاريخ لبنان دعم المقاومة وكان شريكها في النصرين الكبيرين عام 2000 و2006 .
الهم الرئاسي لا يشغل بال من يطرق كلّ يوم ألف باب لتأمين قوت عياله، ولا يُفكّر بالرئيس من ينتظر نهاية الشهر ليدفع أقساط وفواتير مسجّلة عليه هنا وهناك لابل أكثر من ذلك ، بالنسبة للموظف سلسلة الرتب والرواتب أهم عنده من هذا الرئيس وذاك الوزير وذلك النائب ، حتى أن الفولكلور الغذائي لم يقف عنده المواطن كثيراً ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ” لمَ هذا العرض الصحي في هذا التوقيت”
وعلى هامش القمّة المعيشية ، التي لم يجتمع لأجلها أحد ممن نصّبوا أنفسهم مسؤولين علينا ، يستفسر الشعب ممن نقلوا خيمهم الاعتصامية من البقاع الى بيروت ماذا لو انتخب رئيس للجمهورية ؟ هل سيعودوا أولادنا أحياء الينا؟ اولئك العسكريين الذين خُطفوا لأجل الوطن ، عريف وجندي ورقيب ومعاون ومؤهل خُطفوا وهم يرتدون بذلتهم العسكرية ويحملون سلاحهم البدائي ، أقسموا وضحوا وأوفوا بعهدهم لأجل لبنان ، هم أشرف الناس صاروا الضحيّة ، رهائن تحت سكين مذبحة الارهابيين .
لسنا مع قطع الطرقات الذي لا يخدم الا الارهابيين ولكن ” الغاية تبرر الوسيلة ” وبما أن قلوب المسؤولين الذين يدعون العمل لحلّ هذه القضية قد أثلجتهم المصالح فأهالي العسكريين أفلجتهم المصائب ، وفي هذا الصدد سؤال يفرض نفسه على بساط الطرح ” لمً الاخفاق في هذه القضية كل هذا المدى ؟ ” .
نعم ، نبحث عن وطن يعيش فينا ونعيش فيه فيكون لنا لبناننا الذي يليق بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق