حرب بين الارهارب ” القاعدة وداعش ” – محمد صفا
في تحليل مستفيض حول تراجع نفوذ ” داعش ” في العراق وسوريا، لفتتت مجلة بوليتيكو الإلكترونية إلى أن ” القاعدة ” كسبت مساحة أكبر من الأراضي في العالم العربي خلال الأشهر الست الأخيرة، ورغم فقدان ” داعش ” لبعض المناطق خلال الفترة الحالية، فهو ما زال يتواجد على مساحات أكبر من تلك التي يتواجد عليها ” تنظيم القاعدة “، وما نشهده حالياً حول حرب ضارية بين الجماعتين المتشددين.
واعتبرت المجلة أن حرب إيديولوجيات وتكتيكات مدمرة تنشب بين الجماعتين المتطرفين، والذين حاربا وانتصرا على أنظمة ضعيفة غير شرعية، لافتة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حقق ” داعش ” مكتسبات جغرافية ثانوية، كسيطرته على مسقط رأس البغدادي في الأنبار، ومخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق، لكنه يخوض حالياً معارك فاصلة مع أفرع من ” القاعدة ” في كل من سوريا واليمن.
وتتساءل بوليتكو عن السبب الذي جعل وسائل الإعلام تتجاهل ما يحققه ” القاعدة ” على حساب ” داعش “، ومن ثم تعزو السبب لتفوق قدرات ” داعش ” الدعائية على ما يملكه نظيره ” القاعدة “، الذي اتبع، على مدار سنين، استراتيجية تركز على التواجد الهادئ والتحرك الحذر، ونادراً ما حاول التمسك بمنطقة ما لكي يحكمها، ورغم تكاثر عدد أفرع ” للقاعدة “، عمل التنظيم على إخفاء ارتباطه بالتنظيمات المنبثقة عنه، ونجحت هذه الاستراتيجية، وكانت فعالة في مواجهة دول غربية فضلاً عن حكومات إقليمية سعى ” تنظيم القاعدة ” لقلب أنظمة الحكم فيها.
