المحلية

خياراتُ الرد على عملية القنيطرة – عبدالله ارسلان

ما زالت عملية القنيطرة وتداعياتها تلقي بظلالها على مجمل الأوضاع ،وتعكف “قيادة حزب الله العسكرية على تقويم الموقف من غارة القنيطرة ايذاناً بتحديد خيارات الردّ التي لن تكون ثأرية او انفعالية او عشوائية، بل ستتخذ بُعداً إستراتيجياً، عبر فرض قواعد اشتباك جديدة في الجولان السوري، في ضوء المتغيّرات التي فرضتها غارة القنيطرة”.وما عملية الإستهداف أمس في الكمين المحكم ضد موكب كبير للمجموعات الإرهابية المسلحة من النصرة والذي نفذته وحدات خاصة من حزب الله والجيش السوري ، إلا واحدة من إستراتيجية شبه متكاملة ، لاسترداد خط التماس مع إسرائيل، الذي فُقدت أجزاء منه على يد “جبهة النصرة” والجيش السوري الحر، عندما تمركزا على خط الهدنة، من دون اعتراض إسرائيل وبموافقة منها، وهو ما ترجمته بتقديمها الدعم اللوجستي لهما”، و”فتحت لهما البوابات المقفلة منذ العام 1974 لاستقبال الجرحى ، إضافة الى ان اسرائيل فتحت النار مراراً ضد الجيش السوري الموجود هناك، حتى اصبحت دفة السيطرة تميل لمصلحتها ومصلحة القوى الموجودة على الأرض والمتناغمة معها”.

هذا الواقع أشعر إسرائيل بأنها تملك الجغرافيا في القنيطرة والقرى المتاخمة لها، ما شجعها على ضرب المناطق الأكثر عمقاً في سوريا، كما حدث في قاسيون ودمشق ومطارها بحجة ضرب خطوط إمداد الحزب، مستهدفة مستودعات الجيش السوري نفسه”.

لذلك وبناءاً على ماتقدم ، فان القيادات المعنية اتخذت قراراً حاسماً بالبدء في استعادة خط التماس مع اسرائيل، بعدما خسروه العام الماضي، وأول الغيث في ترجمة هذا القرار، كانت السيطرة قبل ايام على طريق دمشق – سعسع – القنيطرة، وذلك في اطار العمل على فرض قواعد اشتباك جديدة على أنقاض اتفاق الهدنة”.

وما زيارة “وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، القنيطرة قبل أيام،إلا تأكيداً من قيادته على أن هذه الجبهة باتت مسرحاً لخطّ الممانعة مجتمعاً بما فيه سوريا”.

وقال معنيون بالوضع العسكري هناك ” ان قواعد الاشتباك الجديدة في الجولان “لن تكون عبر عمليات تحرُّش او الضرب على طريقة (العين بالعين)”، بل يجري التركيز على بناء استحكامات جديدة تحاكي ما هي عليه الآن مزارع شبعا في جنوب لبنان، تماماً كالوضع الحالي في جبل الرفيع ومليتا وجبل صافي، وهو ما يعني البدء بمعركة استنزاف حقيقية على مستوى العتاد والمواقع وطائرات الاستطلاع، وخصوصاً ان قوات الحرس الثوري والحزب والقوات الخاصة السورية راكمت خبرات هائلة على مدى 3 أعوام في سوريا، ما يجعلها مؤهلة لفتح منطقة عسكرية طويلة تمتد على مسافة 70 كيلومتراً على الحدود.

وتستلهم قواعد الاشتباك الجديدة – بحسب هؤلاء – المعادلة التي كان أرساها “تفاهم نيسان” في جنوب لبنان (العام 1996)، والتي كانت تقوم على ان اي استهداف للداخل اللبناني سيقابله استهداف للداخل الاسرائيلي “فمستقبل الوضع في القنيطرة والجولان يسير في هذا الاتجاه، وخصوصاً بعد ان ينتهي العمل من اقامة الاستحكامات. فأي اعتداء على الداخل السوري سيقابله رد على المستعمرات الاسرائيلية، الا في حال اقرت اسرائيل بعد ذلك بالذهاب الى تفاهم جديد يحصر العمليات بالقوات على طرفيْ خط المواجهة كما حصل سابقاً في جنوب لبنان حين اخذت شكل حرب كمائن وعبوات، وهو الامر الذي سيضطر معه الاسرائيلي للخروج من مواقعه للاستطلاع”.

وفي ترجمة للخيار الإستراتيجي الجديد الذي بدأ العمل في ظلاله ، عمل الحزب على الى انشاء قوة خاصة تتفرغ للجبهة الجديدة التي فتحت إسرائيل أبوابها على مصراعيها في الجولان والقنيطرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق