داعش والمخفي اعظم – مليسا مسعد

تنظيم داعش..بعد دخول “الدولة الإسلامية في العراق” إلى أرض الشام، وبدأ الجدل الطويل حول هذا التنظيم، نشأته، ممارساته، أهدافه وإرتباطاته، الأمر الذي جعل منه محور حديث الصحف والإعلام، وما بين التحاليل والتقارير، تضاربت المعلومات حوله وأهدافه وارتباطاته، فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، وأخرى تراه تنظيم مستقل يسعى لإقامة دولة إسلامية، فئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري الإيراني العراقي للفتك بالمعارضة وفصائلها… الخ، فمن هي “داعش”؟
“الدولة الإسلامية في العراق والشام”، هذا هو اسمها الكامل الذي تم اختصاره بجمع الأحرف الأولى من الكلمات لتصبح “داعش” (لا يطيقون هذا المسمى مناصروها)، إسم آخر لها يتم تداوله في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، حيث بات المواطنين يرمزون الى التنظيم بكلمة “الدولة”.
تعود أصول هذه الدولة الى سنة 2004، حين شكل أبو مصعب الزرقاوي تنظيم أسماه “جماعة التوحيد والجهاد” حيث تزعم الزرقاوي هذا التنظيم وأعلن مبايعته لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن في حينها، ليصبح ممثل تنظيم القاعدة في المنطقة أو ما سمي “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”. برز التنظيم على الساحة العراقية إبّان الإحتلال الأمريكي للعراق، على أنه تنتظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، وسرعان ما توسع نفوذ التنظيم و عديده، ليصبح من أقوى الفصائل المجاهدة المنتشرة والمقاتلة على الساحة العراقية.
في العام 2006، أعلن الزرقاوي عن تشكيل “مجلس شورى المجاهدين” بزعامة عبدالله رشيد البغدادي. قُتِل الزرقاوي بعد الإعلان، وعُينِّ ابي حمزة المهاجر زعيماً لتنظيم القاعدة في العراق، وفي نهاية سنة 2006 تم إعلان “الدولة الإسلامية في العراق”، يضم كل تلك التنظيمات ويجمع كل الفصائل المجاهدة المنتشرة على الأراضي العراقية بزعامة أبو عمر البغدادي، ثم خَلِفه أبو بكر البغدادي بعد وفاته.
في نيسان 2013 أعلن أبو بكر البغدادي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” بعد دمج دولته مع “جبهة النصرة” العاملة في سوريا دون الرجوع إلى زعيم الجبهة الفاتح الجولاني. هذا الإعلان دفع بعدد كبير من مقاتلي الجبهة وخصوصا الأجانب منهم بالانضمام إلى التشكيل الجديد ومبايعة البغدادي. عدد المقاتلين في الشام يتراوح بين 5 ألاف و 6 ألاف مقاتل، لا يتمتع بأي دعم خارجي رسمي، بل يأتيه الدعم من المؤيدين العرب ومن خزينة تنظيم “الدولة الإسلامية” العراقي. وقد أعلن زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري عن وجوب حل “الدولة الإسلامية في العراق والشام” لدى إعلانه عن أن “جبهة النصرة” هي ممثل “القاعدة” الوحيد في سوريا. رفض البغدادي البيان وأصر على إكمال مسيرة “الدولة”، وبدأت المشاكل تتفاقم بينها وبين باقي الفصائل حتى بدأ النزاع المسلح.
في العراق، حيث أصبح حسب شهود كثر مسرح قتل عريض، قتل فيه الغلاة أشخاص من كل أو أكثر فصائل المجاهدين في العراق حتى أولئك الذين تحالفوا أو احتفظوا بعلاقة طيبة معهم أو اختاروا الحياد والبعد عن النزاع بل حتى أولئك الذين استقبلوهم في بداية الحرب، كجماعة أنصار الإسلام العراقية والشيخ عبد الله الجنابي وهو أشهر المجاهدين والمحرضين على قتال الأمريكان في معارك الفلوجة الشهيرة. وأيضاً من خلال إعتراف زعيمهم أبو عمر البغدادي أول أمير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق إذ قال (اتقوا الله يا جنود المجلس السياسي السابقين واللاحقين … فإن أبيتم التوبة قبل القدرة عليكم فوالله لقتل المرتد أحبُّ إليّ من مئة رأس صليبية, وقد علمتم قوة بأسنا وطول ذراعنا ) من كلمة له بعنوان “وعد الله”.
أما عن إتهامها بأنها صنيعة النظامين السوري والعراقي، فهذا لا يستند إلى دليل، ولم تلتفت إليه جميع الفصائل الإسلامية التي تشتكي منها؛ إنما كانت ذريعتهم “أخوة بغوا علينا”، بِغُلُوِهم الواضح من خلال أعمالهم وممارساتهم لا معتقدهم لأنهم جميعاً لهم أيديولوجيا واحدة. ومن خلال البحث، تبين أن من يتهمهم أنهم أداة “مالكية” أو “بعثية” هو المجلس الإئتلافي فقط، فضلاً عن السياسيين خارج سوريا لمآرب سياسية. ويستندون على أدلة غير جدية، كهروب سجناء من “القاعدة” من سجني أبو غريب والتاجي، علماً أن إقتحام السجنين أتى بعملية نوعية و “كابوس مرعب” حسب ما وصفه ضابط نجا من القتل، من خلال إستعمال 12 سيارة مفخخة وصواريخ غراد وأسلحة متنوعة، واستهداف قوات لواء “المثلى” ومعسكر التاجي، وقطع طريقي بغداد أبو غريب وبغداد الموصل، وأيضاً عبر رشاوى لضباط أمنيين داخل السجن؛ ضابط لجهاز المخابرات يقول “لا توجد روح وطنية، الرشوة متفشية، والمناصب الأمنية باتت وسيلة للحصول على الثروة”، تعليقاً على حادثة الإقتحام. وأكثر من ذلك، أعقب الإقتحام تفجير حوالي 17 سيارة مفخخة في المناطق الشيعية، اهتز فيها أمن المالكي وأفقده رشده، وجعله أضحوكة أمام شعبه.
لكن تدخل داعش في سوريا اثار الكثير من الجدل، و خاصة عندما اصبحت داعش تقاتل ضد الجيش الحر و تستعمر المناطق التي استعمرها الحر. هنا انتهت معطياتي و بقت امامي العديد من التساؤلات:
ـ ان كانت داعش فعلا دخلت لسوريا من اجل اسباب جهداية و نصرة الشعب السوري فلما يتجاهلون العدو المشترك و يستعرضون عضالتهم على الثوار ؟
ـ ام ان هدفها لم يكن في يوم من الايام نصرة السوريين بل هدفها انشاء قاعدة جديدة للارهاب في بلاد الشام ؟
و بالمناسبة رمزي بن الشيبة منسق عمليات 11 شتنبر قال ان القاعدة تخطط لانشاء قاعدة لها في الشام حتى تكون على مقربة من اسرائيل في لقائه مع يسري فوده.
ـ او انها تحارب لاجل غرض طائفي ؟ لكن هذا لا يبرر محاربة الجيش الحر. ـ
ثم لماذا لم تكتفي هذه الجماعة بقتال الثوار فقط بل انها تقاتل حتى الفصائل الجهادية الاخرى ؟
ـ لكن الا تدرك كل هذه الجماعات انها تعطي الفرصة للمستعمر للغربي في التدخل بحجة مكافحة الارهاب و يعاد سيناريو العراق و افغانستان ام انها تتجاهل هذه الحقيقة عن قصد ؟