رسالة للسيد سعد الدين الحريري – علي طالب

” الرئيس السابق للحكومة اللبنانية ” “رجل الاعمال السعودي حاليا” …. السلام عليكم،
اسمحوا لي كمواطن لبناني “منذ اكثر من عشر سنوات “انا اتوجه لكم برسالة صريحة واضحة بعيدا” عن عالمكم الإفتراضي وتغريداته وحساباته الوهمية، وسياسة الخبث والفبركة الاعلامية، وانطلاقا” من كونكم الشخص الذي كان يتولى سدة رئاسة حكومة لبنان “السيد الحر المستقل” .
سيدي الرئيس، تراني أقف تائها” امامكم بين شخصين، شخص يحمل “ثلاثية ” اسم سعد الدين رفيق الحريري وما لذلك في ذاكرة اللبنانيين، وآخر لا يحتمل سوا “ثنائية” لقب سعد الدين الحريري زعيم عصابة تيار المستقبل.
عزيزي سعد، لم اكتب اليكم تحت عنوان “مجهول المصدر” ولن احصر هويتي بمنطقة او طائفة او مذهب ” رغم اعتزازي وافتخاري بهم”، لكن اسمحوا لي ان اخاطبكم من منطلق مواطنيتي وانتمائي النهائي للبنان ، وانا واحد من شعب سمع بكم إبان عملية إجرامية إرهابية جبانة في وسط عاصمة عربية اودت بحياة ” الوالد الشهيد “، ومنذ ذاك الوقت وكلنا يتساءل عن ” هوية القاتل” الذي اغتال لبنان ” الرسالة” و ” العيش المشترك”، وكانت محكمتكم الدولية تحت عنوان ” الحقيقة”…. واصبح لبنان بشعبه وجيشه ومؤسساته وكرامته وسيادته وحريته ووجوده رهن ” زمن العدالة” بتوقيت لاهاي وما بعد بعد لاهاي.
سيدي الرئيس، اسمحوا لنا مراجعة ما قاله الوالد الشهيد رفيق الحريري نفسه وما صرح به لسماحة الامين العام للمقاومة في لقائهما الاخير حيث وعده حرفيا ( اعدك بانني لن اسلم سلاح المقاومة باي شكل من الاشكال ) … وذلك ما يزال بنظر كل لبناني النقطة الاساسية والجوهرية في عملية الاغتيال الاثمة ودافعها وغايتها …. الوعد الذي دفع والدكم بسببه ثمنا” غاليا” (روحه و دمه).
بعيدا عن “زمن العدالة” بتوقيت تل ابيب وبعيدا” عن المحكمة الدولية التي لا يختلف عليها عاقل كونها اداة إحتلال بيد منظومة عالمية تعمل في إطار ربيع صهيوني بالدماء العربية وبغض النظر عن معرفتنا جميعا” ان هؤلاء المحققون الدوليون اداة دولية رسمية للاحتلال، ولا يجوز لابناء الامة اعتمادهم ولا الاستعانة بهم ولا الاحتكام اليهم مطلقا ولو قتل مليون حريري … ولا اعتقد ان الحريري نفسه يقبل بان يحقق في جريمة اغتياله قاتله !
سعد الحريري ، وانا هنا اخاطبك بصفتك ابن الشهيد واولياء الدم وليس كرجل اعمال سعودي في قائمة الاثرياء المئة في العالم، وقد خسرتم اغلى ما تملكون، وتكادون قاب قوسين او ادنى تشاركون بخسارة لبنان وشعبه اغلى ما يملك حيث” نقطة قوته في مقاومته وليس في ضعفه بشهادة التاريخ والجغرافيا والعدو والصديق”.
سيد سعد، اولا” واخيرا ، اسالكم السؤال الوحيد الذي يحتاج اجابة حقيقة , والسؤال لكم قبل غيركم من البشر ” لماذا قتل والدكم ، ومن المستفيد حقا من جريمة اغتياله ؟؟؟؟؟ والجواب ” الحقيقة” يضع النقاط على الحروف ويبدد كل الاوهام المصطنعة خصيصا لهذا الغرض و يكشف كل الحقائق التي تعرفها وكل من يهمه الامر، والتي لا يراد لنا ان ندركها مطلقا. هل تدرك سيدي الرئيس انكم ( ومن حيث تدرون او لا ترون) ” من اجل الرفيق ، تقتلون كل الرفاق”.
سيد سعد، ساكتفي بالصورة التي رسمها لي السيد نصر الله عن رفيق الحريري الأب والزعيم، السيد الذي وقف ليلة ١٤ شباط معلنا” الحزن والاسى لخسارة رجل وقف مع المقاومة ودافع عنها وحمى شعبها ومدنييها في نيسان ١٩٩٦، معتبرا” اغتياله ” خسارة للمقاومة وشعبها وحضورها عالميا” “…. وحتما” لن انظر الى الصورة التي ترسمها حفنة من تجار الدم واصحاب الشهادات الزور اللذين حولوا والدكم من زعيم الى “اداة “وطفل يبكي على اكتاف القتلة !!!! سوف احتفظ بصورة رفيق الذي نقلتها “المنار “عن الشهيد العروبي ولن اصدق صورة الرفيق المتآمر على وطني وشعبي ومقاومتي ….. سوف اكتب للتاريخ عن رفيق الذي رفض ادراج اشرف مهنة لبنانية وهي ” نسيج المقاومة” على لوائح الارهاب…. رفيق الذي حيد الاطفال في نيسان ورفض تحويل لبنان من بلد مقاوم الى بلد مقاول….. رفيق سهرات الشاي مع السيد لا سهرات الخمر والنبيذ نخب ارواحهم وتدميرهم ….
“واذكروا محاسن موتاكم “، فلن اتكلم الليلة عن “الدين العام “، ولا عن اغراق البلد وبيعه للصندوق الدولي… سأتجاهل ان المغفور له جاء بثروة من مليارين ليرحل قسرا” بثروة تفوق ال ١٦ مليار قياسية في خمس سنوات …. لن اتكلم الليلة عن فقر وحرمان الشمال وعكار والبقاع … لن نتكلم عن فضائح سوليدير وشهيدنا يرقد في اراضيها المغتصبة كاراضي الضفة والقطاع !!!! سوف اهمل كل تلك النقاط عملا” بذكر محاسن شهداؤنا ولعل ابرزها ” الانجاز التاريخي” الذي أثمرته الجلسات الليليّة الطويلة بين « السيّد » و « أبو بهاء » وقد كان الحريري ونصرالله يريان في احتلال « بلاد الرافدين » بداية سيطرة أميركيّة كاملة على المنطقة تؤسس للفتنة السنيّة الشيعيّة، وكان هدفهما واضحاً، مواجهة « الهبّة الفتنويّة » على المنطقة واحتواؤها في لبنان سريعاً، فكان الاغتيال للاتفاق التاريخي ” شراكة نصرالله_ الحريري”.
سيد سعد، ماذا بقي بعدك من رفيق الحريري ؟ غيرتم المناهج الدراسية لوالدكم ولقنتم الشباب حليب الحقد والكراهية تجاه كل من يخالفكم الطغيان ! رصدتم الاموال للانتحاريين ورؤساء المحاور لخلق الفتنة والهاء الجيش والمقاومة عن العدو الاسرائيلي !!! بعض حلفائكم وعد ” المجاهدين بملاقاة الحور العين بمجرد قتلنا !!!! ورغم ذلك وبعدما تجاوزنا عن حماقاتكم في تموز، وقد سقط لنا آلاف الرفاق يا ابن الرفيق !!! وبعدما تحمل الكبير وضاعة الصغير، فتحملنا صغر سنكم ورقة عظمكم وقلة درايتكم وهشاشة نظرتكم وضغائن قلوبكم…. قتلتمونا في الشوارع، مولتم “الجهاديين ” من الشمال والبقاع وبيروت لاستباحة اعراضنا ودمائنا، قتلتم اجمل احلامنا، سرقتكم اجمل ايام شبابنا وانتم من تقضون شبابكم في قصور الجهل والتكفير….
سيد سعد… ننسى جريمة ” جسر المطار” ونحتسب شهدائنا في تموز قرابين ” لأجل لبنان” لكننا لم نعد نتحمل احقادكم وارتباطتكم المريبة وسياستكم المدمرة تجاه لبنان بشعبه ومؤسساته وكافة طوائفه… سيد سعد، اكراما” لرفيق، اخلي الطريق…. ارحم روح الشهيد ، ارحمنا بعدما استثمرت دماء الشهيد لاجل كل ما يخدم اعداء الامة..
سيد سعد، ارحل، لأجل لبنان. شعب رفيق الحريري يريد منك الرحيل…. لاجل لبنان.