سباب وشتائم في جلسة محاكمة قتلة كحيل

هرج ومرج ساد قاعة المحكمة العسكرية فور إعلان رئيسها العميد خليل ابراهيم افتتاح جلسة محاكمة هشام وإيلي ضو، المتهمين بقتل المقدّم في الجيش اللبناني الشهيد ربيع كحيل بإطلاق النار عليه في منطقة بدادون في 26 تموز الماضي وإصابته بأربع طلقات كانت كافية للتسبب بوفاته.

في قفص الإتهام موقوف واحد هو ايلي ضو سائق هشام ضو المتهم الرئيسي في القضية الذي تمكن من الفرار الى خارج لبنان بعد وقوع الجريمة.. في المقعد الأول الى يسار القاعة جلست شقيقة الشهيد وعمّه، وبدت علامات الغضب تكسو وجهيهما، فيما تقدمت زوجة المغدور المحامية ضياء حمود الصفّ الأول للمقاعد المخصصة للمحامين

فور إعلان رئيس المحكمة بدء الجلسة وقفت الزوجة وتقدمت الى يمين قوس المحكمة إلى جانب وكيها المحامي معن الأسعد، وما إن همّ الأخير بتقديم نسخة عن قرار صادر عن المحكمة الجعفرية يتعلق بوصايتها المادية على ابن المغدور، انتفض عم كحيل وشقيقته وراحا يكيلان الشتائم للمحامي من دون أن يعرفا فحوى المستند، ويسألان الرئيس: “شو عم بقدملك هالأزعر إسقاط؟.. بدنا نحاكم اللي قتل ربيع.. هيدا مجرم (متوجهين بالكلام إلى المتهم إيلي)”.

عبثاً حاول عناصر الشرطة العسكرية المولجين حماية القاعة تهدئتهما.. علا صراخهما أكثر فأكثر، وهنا تدخل العميد ابراهيم وتوجه الى السيدة الغاضبة: “أنت زوجة طبيب وشقيقة شهيد رُقّي إلى رتبة عقيد، عليك أن تحترمي ثوب المحاماة وأن تتوقفي عن الإهانة داخل المحكمة وإلا سأضطر الى توقيفك مهما كانت ظروفك”.

ثم أبلغها أن الأوراق التي قدّمها المحامي تتضمن قراراً صادراً عن المحكمة الجعفرية في بعبدا يقضي بالسماح لزوجته بفتح حساب خاص لإبنها وتعيين قاض شرعي وصيّا على أموال القاصر ولا يحق لوالدته التصرف بأمواله من دون الرجوع إلى القاضي. عندها هدأت السيدة وعمها، وأكدا أنّ لا خلاف على الإرث بعد اليوم.

وبعد أخذٍ وردّ قرر العميد ابراهيم إرجاء الجلسة إلى الأول من شباط القادم لإبلاغ المتهم هشام ضو لصقاً، وأعلن أن الجلسة المقبلة ستكون سرية ولا يحق لأقرباء الشهيد حضورها حفاظاً على كرامته. وخلال سوق المتهم إيلي إلى النظارة تمهيداً لنقله إلى مكان توقيفه، عادت الشقيقة والعم لشتمه مرة أخرى قبل أن ينصرفا غاضبين.

سمر يموت