المحلية

سوء ادارة أم ثارات بداوة ؟ – رائد دباب

آل سعود بدأوا بمهاجمة الشعب اليمني بشكل همجي يشهده العالم اجمع، بهدف نشر المذهب الوهابي ولكن هذه المرة بالطائرات والقنابل الاميركية حتى المحرمة، وانتهاءا باحداث منى وكارثة الحجيج المروعة وسيتابعون باعدام الشاب علي النمر.

يبدو ان ما اتخذه حكام السعودية الجدد من خطوات في كل الاتجاهات خلال الاشهر الماضية، تاتي كلها كرد فعل طبيعي على السياسة التي كان ينتهجها الملك عبدالله على المستويين الداخلي والخارجي.. وسياسة مسك العصى من الوسط.

وكل المعطيات الحالية تشير الى ان الملك سلمان وكل الذين ينتمون الى العائلة السديرية من امراء كانوا يشعرون بالتهميش او الغيرة من العاهل السعودي الاسبق، ظنا منهم انه كان معتدلا في وقت تحتاج الساحة العربية والاسلامية الى التشدد كي يتبلور من خلاله الشرق الاوسط الجديد الذي افصحت عنه كونداليزا رايس حينها باسرع وقت.

وبغض النظر عن نظرية المؤامرة، فان الخطوات التي اتخذت منذ تولي سلمان زمام الامور في المملكة وما حصل على الساحة السياسية السعودية، كلها تدل ان ماذهب اليه البيت السديري بمباركة ودعم آل الشيخ تم التشاور حوله حتى قبل رحيل الملك عبدالله.. بدءا من مهاجمة الشعب اليمني بالشكل الهمجي الذي يشهده العالم اجمع وانتهاءا باحداث منى وكارثة الحجيج المروعة وحتى اعدام الشاب علي محمد باقر النمر.. وكما يقال عادت حليمة الى عادتها القديمة.

وكاننا نشهد اليوم ما فعله السعوديون بقوافل الحجيج عام 1926 ومهاجمتها للاماكن المقدسة في العراق وحرق ضريح الامام الحسين (ع) والهجوم على مدينة النجف لهدم ضريح الامام علي (ع).. واليوم ها قد ظهر هذا المرض العضال مرة اخرى متمثلا بالملك سلمان والمفتي من آل الشيخ ليراهنوا مرة اخرى على نشر المذهب الوهابي ولكن هذه المرة بالطائرات والقنابل الاميركية، حتى المحرمة منها، وقصف المساجد وبيوت الله، لانها وبحسب نظرتهم الضيقة هي بيوت للشرك والكفر، لكنهم اخطئوا هذه المرة ايضا حيث خرجوا من المقلاة ليسقطوا في النار.

ولقد زادت مرارة الفشل سقوط الضحايا بين الجيش والقوات التي سمت نفسها بالتحالف، حتى طال نجل محمد بن راشد حاكم دبي في مأرب الى جانب توغل الجيش اليمني واللجان الشعبية الى عمق الاراضي السعودية لترتسم خارطة اليمن القديمة مرة اخرى، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ولاشك ان هذا ما اغضب آل سعود اكثر واكثر.

هذا من جانب، ومن جانب اخر ان انتصار ايران في تجاوز الحصار والتوصل الى اتفاق مع الغرب وانقلاب نظرة الغرب ليس حيال ايران وحسب، بل حول سوريا ايضا والموقف الاخير لاردوغان حيال بقاء الرئس السوري بشار الاسد، كل هذه المعطيات تجعل من السعودية التي ارادت ان تقود العالم العربي بعد غياب العراق ومصر.. وكما يقال “اذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء”.

كل هذا يجعل آل سعود وبدعم مفتيهم، سعداء مما حصل لحجاج بيت الله الحرام خاصة من الايرانيين الذين لطالما مدوا يد المودة وواجههم السعوديون بالجفاء والتعجرف والاتهام لسبب واحد، وهو جهل البداوة التي لازمت رهطا من الشعوب العربية منذ رحلة رسول الله (ص) وحتى يومنا هذا، واجهل الناس من كان على السلطان مدلا وللاخوان مذلا، وهذا ما يجعل الوهابيين اكثر الناس حبا في قتل وتشرذم العرب والعالم الاسلامي “فأذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم”.

واليوم ايضا بدى جليا شماتة السعوديين وجهل مفتيهم آل الشيخ، الذي يجعل من كارثة الحج قضاءا وقدر ومن سلمان وليا لامر المسلمين، ولذلك ليس لنا سوى طرح بعض الاسئلة نرجوا من المنصفين الجواب عليها بعقلانية: وهي لماذا التاخير العمدي لاسعاف الحجاج رغم ان العدسات المصورة تملاء وتغطي كل الطرق المؤدية لاداء مناسك الحج وهنالك غرفة سيطرة بشاشات واضحة لديهم؟!

ولماذات يكرر السعوديون مقولة “المفقودين الحجاج” الذين سقطوا امام ناظر كل تلك القوات والحجيج، ولم يضيعوا في ادغال الامازون ولم يقعوا ضحية لآكلي لحوم البشر؟!

ولماذا يضعون العراقيل امام اللجان الايرانية لتتقصى عن حجاجها الذين راحوا ضحية ثارات البداوة التي قتلت ابن بنت رسول الله وفي محرم الحرام؟! وقالت (ما قتلناك الا كرها لابيك ، يا ابن قتَال العرب!).

واخيرا نتوجه الى المفتين من آل الشيخ احفاد ابن عبدالوهاب ونسألهم: بما انهم من “اكثر المسلمين تفقها في الدين” ونقول لماذا لم تسجد بقية الرافعات للحرم المكي كما فعل اكبرهم؟!

على اية حال السرج المرصع بالذهب لايجعل الحمار حصانا والاحمق كالثوب المتهرئ كلما رقعت منه جانبا صفقته الريح وهنا فانخرق.. والسلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق