ضحايا لبنان يستحقون تضامن دولتهم أيضاً

والحال إن الاعتصام لرفض إضاءة صخرة الروشة بعلم فرنسا، ليس أمراً مبالغاً به، ذلك اننا حين وقوعنا في مصيبة مشابهة لم نلق الإهتمام ذاته. لكن ما يبدو مبالغاً فيه، في المقابل، التضامن الاستعراضي للسلطة اللبنانية مع ضحايا دول أخرى، بينما لم يدفعها غرق مواطنيها بالنفايات لأشهر إلى تحمل مسؤولياتها “الانسانية” تجاههم، فهم في تأويل أبعد للمسألة ليسوا ممولين لها، ولا داعيَ، في رأيها، لتبييض صورتها أمامهم، بل أيضاً بدا هيناً عندها معاملتهم بشدة وعنف عند احتجاجهم ضد فشلها.
هكذا، لا يبدو ربط إضاءة الروشة بذاكرتي الإحتلال والإنتداب أمراً ساذجاً، طالما أن هذه السلطة، في اختلاف تسمياتها، تقيس جهودها ودورها على غير مقياس مواطنيها ومعيشتهم وحاجاتهم، وهذا ما يبدو مضحكاً في آخر الأمر.
ببساطة، ليس رفض الخطوة انتقاصاً من قيمة ضحايا أي بلد، بالعكس تماماً، فالتضامن واجب مع ضحايا العراق وسوريا وكينيا وفلسطين وفرنسا وغيرهم. لكننا فقط تعبنا من أن نكون أرقاماً وصوراً، وأن نقف إلى جانب الجميع من دون أن نجد من يقف إلى جانبنا.
يارا دبس