المحلية

عن معركة الزبداني و «نَـمـوذج» حزب الله الهجومي – عبدالله قمح

بات حزب الله والجيش السوري يخرقان مدينة الزبداني من جهاتٍ ثلاث على وقع عمليات قصف عنيفة وسعي من المسلحين لصد الهجوم عبر إتخاذهم المحور الشرقي منطلقاتٍ لهم.

شرق، غرب، وجنوب الزبداني، كلها باتت تحت مرمى قوات التدخل في حزب الله والمشاة في الجيش السوري التي تعمل على خرقها بوتيرةٍ متفاوتة نسبةً إلى كل محور. الجزء الغربي كان الأبرز حيث ان المقاومة بالتعاون مع الجيش السوري سيطرت على حي الجمعيات الهام بالاضافة إلى الحي الغربي حيث حُوّلا إلى قاعدة اساسية في عملية الاختراق نحو الوسط.

المربعات إنطلاقاً من غرب الزبداني قُسّمت وفُرّغت لها مجموعاتٌ خاصة من قوات التدخل ميّزت نفسها بشاراتٍ ملونة، كذا على محاور اخرى، حيث يتم التقدم إنطلاقاً من محاور عدة من جهة الغرب التي ثبّتت فيها المقاومة قوتها وباتت قاعدتها الاساسية في خاصرة المدينة. في الجزء الجنوبي الامر مشابه، ايضاً وحدات من المقاومة وضعت شاراتٍ حملت لوناً محدداً بدأت تنفذ عمليات إختراق بوتيرةٍ خفيفة حالياً بسبب عمليات القصف الموجهة نحو الكتل السكنية المُكتظّة في هذا الجزء. التمدّد الأساسي تمّ نحو حي “السلطاني” في الجزء الجنوبي الشرقي الذي مكن لاحقاً من الوصول إلى مثلث حي جامع الهدى بين الجزئين الشرقي والجنوبي، هذا الموقع ايضاً له ميزة والإنطلاق نحوه والسيطرة عليه كان لها هدف وهو إتخاذه منطقة تثبيت اساسية للمقاومة في الجزء الجنوبي وبالتالي بات قاعدة إنطلاقها. في الجزء الشرقي الأمر ذاته تقريباً، لكن مع حركة للمسلحين على ذلك المحور. المقاومة تسعى للتقدم عبر الإندفاع من محور “الشلاّح” الذي إتخذ قاعدة تثبيت وإنطلاق بالعمليات من الجزء الشرقي، فيما يعمل المسلحون على التصدي لتقدم المقاومة محاولين العبور بدورهم نحو منطقة “الشلاح” والسيطرة على حاجزها الاساسي. إذاً يبدو جلياً ان المقاومة باتت تتخذه من ثلاث خواصر في الزبداني قواعد لها للانطلاق نحو وسط المدينة على شكل “شُعب” عبر عملية قضم من جهاتٍ متعددة تسرّع من وتيرة العمل، فيما بقي الجزء الشمالي تحت رحمة مقاتلات سلاح الجو وكأنه “مركز تجميع”.

معارك عنيفة تدور في الجانب الشرقي من المدينة على ما تفيد مصادر “الحدث نيوز”، حيث تستخدم فيها الاسلحة المتوسطة والثقيلة بعنف. “المطرات” الخاصة بحزب الله وهي عبارة عن عبوات صغيرة على شكل مَطرات مياه يحملها المقاتلون تفعل فعلها في المعارك على الضفة الشرقية، كما صواريخ “ابو طالب” وهو نوع مُعدّل من صواريخ “بركـان” الخارقة للتحصينات يخرقهما رصاص الاشتباكات الصادر من منزل إلى منزل ومن أعيرة مختلفة تبدأ بالسلاح الفردي من نوع “كلاشنكوف”، وتصل إلى رشاشات الغزارة النارية من نوع “بي كي سي” مع وابل ينطلق من الخلف من الاعيرة المتوسطة التي تكفل تمشيط المنطقة. طائرات سلاح الجو السوري وقذائف الـ “فاب” المتسلسلة تدك الكتل السكنية التي تتهاوى من ضغط القذائف وعصفها، وعليه، تضمحل وتتآكل إمكانية إستخدامها من قبل المسلحين.

أسلوب “تعرية الزبداني” من الكتل السكنية في مناطق تواجد المسلحين او على المحاور التي يخوضون المعارك عليها واضحة، فالهدف الحالي عدم ترك التحصينات تعطي هامشاً من مناورة المسلحين وحماية انفسهم كما إتخاذها منطلقات لاعاقة تقدم المقاومين، وهذا ما يتضح من سياق الكثافة النارية المعمول بها والمشابهة لتلك التي إستخدمت في معارك مدينة القصير من باب المقارنة.ن المُبكر الحديث، بضوء ما تقدم، عن حسمٍ قريب للمعركة، لكن ليس من المبكر القول ان “الزبداني” تتآكل من أطرافها وهي تتساقط بهدوء وباتت تحت سيطرة نارية بـ “Full تحكم” من قبل المقاومة والجيش السوري، وغدى المسلحون في ضياعٍ على المحاور. محاولات الهجوم من الجانب الشرقي ترى فيها مصادر “الحدث نيوز”، “أمــر طبيعيــاً” كون المجاميع المسلحة مُحاصرة في جوانب عدة وهي تسعى للـ “تنفيس عبر الشرق”، لكن لا ترى فيها خطراً كون خطوط المقاومة من هذه الجهة مفتوحة نحو منطقة “الشلّاح” والكثافة النارية خلقت جداراً ناريـاً.

لكن وعلى الرغم من الضربات الموجعة التي تلقتها المجاميع المسلحة في الايام الاولى للمعركة عبر القصف، إلى انه يُمكن رصد إستمرار محاولاتهم في التحرك عسكرياً على جبهات باتت في ايدي الجيش السوري والمقاومة، مثلاً، التحرك نحو أطراف حي الجمعيات يوم امس بهدف الوصول إلى كتل سكنية بغاية الكمن للمقاومين، يمكن وضعه تحت خانة “الإنتحار العسكري” كون هذه المنطقة تحت إشرافٍ كامل، وهذا يدل على إنسداد الأفق لدى هؤلاء ومحاولتهم الضرب بأقل نسبة نجاح ممكنة على ما تقول المصادر التي تُقلّل من أهمية ذلك بل ترى فيها “عوامل مساعدة من أجل تفكيك ما تبقى من خلايا تتسلّل من العمق نحو الغرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق