المحلية

قد يستيقظ العرب ذات صباح ولا يـجـدون الأقصى

مليسا مسعد : ( خاص )
قال السفير الفلسطيني في باريس، إن صراع الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني وليس صراع محاور إقليمية “تضعنا في جيبها ولا مع أي دولة هنا وهناك،ولا صراعات عبثية ندخل فيها وتصبح مسألة فلسطين غائبة”، متأسفا، في حوار لـ”مليسا مسعد لامتناع بعض الدول الإسلامية عن التصويت لفلسطين في الأمم المتحدة ومغادرة بعضها القاعة، فيما تصوّت أوروبا لها مضطرة.
ما يجري في المسجد الأقصى ليس أول اعتداء للكيان الصهيوني إنما هو حلقة من سلسلة عمليات إجرامية، فهل تسعى إسرائيل في هذه الخطوة المتقدمة التي شارك فيها جيشها إلى التقسيم الزماني والمكاني بفرض منطق القوة؟
أشكرك على السؤال، فبطرحك إياه أثبتي أنك تفهمين ما يحدث أكثر من الكثير من السياسيين وبعض المنظّرين، وحتى بعض القوى المقاومة والمشاركة التي ترى بأن الخطوة التي قام بها الكيان الصهيوني إنما هي إعلان إسرائيل الحرب على فلسطين. للأسف أقول لهم “صح النوم”، فإن هم اعتبروها إعلانا للحرب إذن لم تكن لهم علاقة بما يجري في المنطقة طوال الفترة الماضية، ولا في التصدي لهذا المشروع متراكم الخطوات للوصول إلى عملية تهويد المسجد والمدينة المقدسة. لكن مع ذلك “صح النوم”؛ استيقظوا وعرفوا أن هناك معركة ضروس يخوضها الشعب الفلسطيني بشكل أو بآخر في مواجهة هذا المخطط ذي الحلقات المتكاملة وصولا إلى الهدف الصهيوني. نحن لسنا متفاجئين مما حصل، حيث كنا نتكلم وبصوت عالٍ ونحذر ونتوجه إلى الأمة وإلى أنفسنا وإلى فصائلنا. وقلنا إن هناك مخططات وحلقات متكاملة بتراكمها لتحقيق مخططه، مستخدما أساليب مختلفة تارة عبر التحركات السياسية للكيان الصهيوني وتارة أخرى عبر استخدام الجيش، وفينة عبر المستوطنين وفينة أخرى عن طريق استخدام بعض الغلاة المتطرفين أو بعض الحالات التي بدأ يسميها “إرهابية” أو غير ذلك. قلنا مرات عديدة إن المسجد الأقصى في خطر، وأنه قد تستيقظون ذات صباح وتجدونه مهدما، أو أنه أصبح معلقا في الهواء، وأن عملية محاولة شراء الأراضي وشراء المنازل حول القدس مستمرة، وأن المدينة المقدسة تتعرض إلى عملية تهويد، وأن المقدسيين في حالة يرثى لها ولا أحد يتكلم عنهم، وأن الكل مشغول بقضايا أخرى سواء ببرامج إيديولوجية أو إقليمية أو صراعات أو فتنة خلاقة أو فوضى خلاقة، أو القضايا المختلفة، والتي بالنتيجة تبعدنا عن الهدف الأساسي الذي تفرضه القوى الكبرى بتحالفها مع الكيان الصهيوني من أجل مصادرة ثرواتنا وتقسيم بلادنا، وتكريس تواجد الكيان الصهيوني كقوة أساسية في هذه المنطقة على حسابنا. الشعب الفلسطيني يخوض صراعا برجاله ونسائه وأطفاله ومسنيه وقيادته وأشجاره وحجارته، وبذلك كل هذا جعلنا جاهزين. نحن منذ فترة شرعنا في التحصين وزيادة عدد المرابطين، تكلمنا مع إخوتنا الأردنيين وقلنا لهم بأن لديهم الولاية الدينية، ولتتفضلوا واظهروا لنا ما لكم من اتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني، وجهنا كوادرنا وشعبنا ونبهنا إلى ضرورة وجود صحوة لمواجهة هذه الخطوة، وبالتالي نحن من حوالي 10 أيام كنا جاهزين لهذه الهجمة التي حملت عنوان الأعياد اليهودية.
كيف ذلك؟
زدنا عدد المرابطين وعدد المصلين، والعدو بالمقابل كان يحاول أن يخفف قدر الإمكان من عدد المتواجدين في الأقصى، من خلال وضع العديد من العوائق والقيود على دخول النساء إلى المسجد الأقصى. فهذا الكيان الذي يتكلم عن الحضارة والديمقراطية يرى النساء نجسا وممنوعا دخولهن. استغلينا تواجد المدارس القرآنية لأولادنا وبناتنا داخل المسجد لزيادة وتفعيل حالاتهم حتى يكونوا موجودين أيضا خلال هذه الفترة، واتصلنا بأهلنا في الـ48 خاصة القائمة العربية المشتركة ووضعناهم في الصورة وضرورة أن يكون لهم دور، وبالتالي عندما حصل هذا الموضوع كانت هذه الصدامات والمواجهات، هذه الأخيرة التي بدأنا من خلالها في التعاطي مع الفوضى الخلاقة في المنطقة التي أخذت جماهيرنا وسلطاتنا وأحزابنا التي كانت مشغولة في صراعاتها، لنذكرهم ونقرع الجرس؛ معركتكم الأساسية هنا، وبعدها بدأت الناس تتوجه والأصوات تخرج صوب المعركة في القدس، وتلك النسوة اللائي وقفن على باب المسجد دخلن في اشتباكات مع الكيان الصهيوني خارج الأقصى بعد منعهن من الدخول. الكيان وإن هاجم إلا أنه وجد عقبات أمامه، فأخذ قرارا الثلاثاء الماضي يقضي بتشديد العقوبة على ملقي الحجارة بـ20 عاما وتغريم والديه، إلى جانب قانون جديد يقضي بتغريم أو محاسبة القضاة الإسرائيليين الذين لا يأخذون قرارات ضد ملقي الحجارة، كما أنهم وقبل ما حدث اعتبروا المرابطين في المسجد الأقصى منظمة إرهابية، وبدأوا يتعاملون معهم على هذا الأساس فأغلقوا المسجد ليلا ومنعوا الدخول إليه، واعتقلوا من استطاعوا من مرابطين ومصلين وحراس بعد الدخول مع الصهاينة في اشتباك بأشكال مختلفة. كيف يتم الدخول إلى المسجد الأقصى؟ الدخول يكون دائما من باب المغاربة، تحت بند أن هناك اتفاقا مع الأردن، حيث يتم دخول المسلمين للصلاة في المسجد، ولكن يسمح في ساعات محددة بدخول السياح بمن فيهم اليهود الى داخل المسجد لكن دون أن يصلوا، وما حصل هو استغلال هذا الموضوع ضمن الحلقات المتراكمة، فيدخلون مع السياح ثم يمرون إلى الاشتباك، ويذهبون مباشرة إلى المسجد القبلي أو إلى بعض الباحات المحددة، ويلتحق بهم الجيش الإسرائيلي، لتنطلق الاشتباكات ومعها التقدم والتأخر فينكفئوا ضمن هذه الحال إلى داخل المصلى، ليمنعوا الناس من دخوله، ثم يشرعوا في إطلاق الرصاص المطاطي وتكسير النوافد وإحراق السجاد والمنابر، فيجدوا شعبنا وأمتنا في حالة اشتباك مع الصهاينة، ثم يخرجون وبعدها يعود أهلنا إلى التنظيف، وهكذا دواليك. يجب أن تفهموا أننا نحن أبناء هذه الأمة، رأس حربتها الصامدون في هذا المكان، نعرف بالضبط ما نريد ومتى وكيف ننفذ، لذلك نضع آلياتنا ونضع اشتباكاتنا مع العدو على ضوء الإمكانيات التي لدينا، ونعمل على أرضية ما قاله الرئيس الراحل أبو عمار “يا وحدنا.. يا وحدنا.. يا وحدنا”، لذلك الذي يتكلم هنا وهناك وينظّر ويصدر البيانات ويتكلم عن إعلان الحرب نقول له “مبروك عليك”، لكن نحن نتكلم عما نستطيع أن نقدمه بلحمنا ولحم أطفالنا في مواجهة هذا المشروع، لا نتكل على أحد ولا نتوقع شيئا، لكننا نأمل من أمتنا أن تصحو وأن تخرج من كبوتها وأن تعرف بأن صراعاتها لن تحسم في دمشق ولا في بغداد ولا في طرابلس، بل الحسم في فلسطين، في القدس، الحسم هو دحر المشروع الصيوني في المنطقة. ولو نرجع إلى التاريخ سنعرف أن كل مداخل العدو والأعداء على هذه المنطقة بأشكالها المختلفة تمر من القدس، والآن نحن جاهزون للخطوات المقبلة. صحيح إن المعركة شديدة علينا وخسائرنا كبيرة والتوازنات مختلة، لكن بتشبثنا بوجودنا ورؤيتنا وتحليلنا لهذا العدو نواجه ونصمد، ومعنوياتنا وإرادتنا عالية.
وما هي الخطوات اللاحقة؟
قبل أن أقول ما الذي نريد؛ لما قامت الثورة المسلحة في فلسطين عام 1965 نبذها العرب أنظمة وأحزاب، وهي الثورة التي قامت من أجل أن تعيد فلسطين إلى الخريطة، ومن أجل أن نقول نحن الشعب الفلسطيني وليس العرب داخل إسرائيل. نحن نقول بفخر شديد لهذه الأمة بأنه بإمكانياتنا البسيطة، وبدعم إخواننا، وتحديدا الجزائر التي لها دوما بصمة بكل محطة تاريخية للثورة الفلسطينية، قد أعدنا لكم فلسطين إلى الخريطة كدولة مراقبة ورفعنا العلم الفلسطيني بين الأعلام الأخرى، وذهبنا إلى أماكن لمعاقبة العدو الصهيوني على جرائمه. ونتيجة خذلان هذه الأمة وصراعاتها المختلفة بين الدول لجأنا إلى الأطر التي اخترعها الغرب لمحاسبتنا وحوّلناها إلى مكان من الممكن أن نحاسب منه العدو؛ ذهبنا إلى اليونيسكو وانتزعنا عضوية كاملة. نحن نواجه بشكل واضح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها والكيان الصهيوني ونتحداه، ولكن بآليات مبتكرة من الصراع. الآن وبمراحل مختلفة قلنا “كفى مفاوضات عبثية”، ففي المرحلة السابقة أخدنا ما نريد؛ جمعنا الثلاثية الفلسطينية التي شتتها الاحتلال “أرض وشعب وسلطة”. نحن الآن أكثر من خمسين في المائة من سكان فلسطين التاريخية ولا أحد يمكنه أن يأخذ أرضنا منا، ما الذي بإمكانهم عمله معنا؟ يستوطنون؟ أصلا الأرض تحت الاحتلال، نحن نفاوض منذ 20 سنة، الآن الرئيس أبو مازن الرجل المظلوم المتهم بأنه إرهابي دبلوماسي ويريدون أن يفعلوا به ما فعلوا بالرئيس أبو عمار، ويقولون إنه عقبة في طريق السلام الإسرائيلي، ويمكن أن يغتالوه كما اغتالوا أبو عمار. يقول عن الصهاينة إن لهم تفسيرا لاتفاقية إعلان المبادئ، ونحن ليس لنا أي اتفاق مع إسرائيل. نحن لنا صراع معهم على أرضية أن تتم تسوية تفاوضية نأخذ فيها دولة كاملة، وهو ما لم يحدث. الآن قمنا بإبلاغ الولايات المتحدة والدول العربية رسميا أن الرئيس أبو مازن سيبلغ الأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بمفاهيم الاتفاقية فيجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة كدولة احتلال. بمعنى أننا نحن نفهم هذه الاتفاقية في إطار ما أخذنا من مكاسب وليس كما تفهمها إسرائيل، وبذلك قد يعاد النظر في جملة من الاتفاقيات، ومنها اتفاقية باريس الاقتصادية وكذا التنسيق الأمني الذي يحاولون تشويهنا من خلاله. نحن تحت الاحتلال ما شكل العلاقة بين حكومة السلطة وبين دولة تحتلها؟ حتى في غزة المحاصرة ما هو شكل الاتفاق الذي تقوم به حركة حماس لتسيير أمورها هناك؟ هي سلطة الأمر الواقع، وفي النهاية أليس بينها تنسيق مع الاحتلال في العلاج والدخول والخروج. وعقب هذا، الولايات المتحدة أرسلت تحذيرا مباشرا من القيام بهذه الخطوة وإسقاط اتفاقية أوسلو أو تفسيرها تفسيرا آخر يؤدي إلى توتير القضايا في المنطقة، وأن هذا الكلام سيجعل الأمريكان يتخذون عقوبات كبيرة ضدنا. أبلغنا الدول العربية بما سنقوم به وقلنا تفضلوا وجهزوا أنفسكم.. أين دعمكم؟ أين الغطاء السياسي؟ صحيح، الدول العربية ممكن أن تعطينا شكلا الغطاء السياسي، لكن هل هي مستعدة لتحمل الضغط الأمريكي؟ هل هم مستعدون لتقديم شبكة الأمان فقط لنؤمن صمود أهلنا أثناء عملية الصراع؟ نحن صراعنا مع الكيان وليس صراع محاور إقليمية تضعنا في جيبها ولا مع أي دولة هنا وهناك، ولا صراعات عبثية ندخل فيها وتصبح مسألة فلسطين غائبة، ولا مع هذا الشعب العربي المسكين الذي أصبح غارقا في دمه وهمومه ومعيشته، ولم يعد يريد شيئا سوى أن يعيش، فمن أغرقه في كل هذا المخطط المسمى “الفوضى الخلاقة” وأدوات الصراع الحزبية التي لن تؤدي إلى أي نتيجة؟ لكن أبشرك أن الجماهير العربية لا تزال تحس بفلسطين وقضاياها، لكنها كامنة وستظهر في أي وقت. وبعدما حصل في المسجد الأقصى تحركت المنظمات والهيئات الدولية والجامعة العربية وأصدرت بياناتها. صحيح أن هذا ليس المطلوب الآن. نحن دعونا إلى قمة إسلامية، فليتفضلوا ويرونا كيف يدافع الزعماء عن مقدساتهم، هل يستطيعون الاستجابة للرئيس أبو مازن لعقدها؟ نحن نقول هذا الكلام لكن في النهاية نعلم أن اعتمادنا على أظافرنا وعلى لحم أبو خضير والدوابشة وليس على بيانات تصدر هنا وهناك. نحن الآن لا نستطيع أن ننتصر، لكن بإمكاننا الصمود حتى نغير الموازين، لكن لا قدر اللّه إن كانت هناك حالة أخرى فإن هذه الأمة ستنتهي.
وما هي الخطوات اللاحقة؟
قبل أن أقول ما الذي نريد؛ لما قامت الثورة المسلحة في فلسطين عام 1965 نبذها العرب أنظمة وأحزاب، وهي الثورة التي قامت من أجل أن تعيد فلسطين إلى الخريطة، ومن أجل أن نقول نحن الشعب الفلسطيني وليس العرب داخل إسرائيل. نحن نقول بفخر شديد لهذه الأمة بأنه بإمكانياتنا البسيطة، وبدعم إخواننا، وتحديدا باريس التي لها دوما بصمة بكل محطة تاريخية للثورة الفلسطينية، قد أعدنا لكم فلسطين إلى الخريطة كدولة مراقبة ورفعنا العلم الفلسطيني بين الأعلام الأخرى، وذهبنا إلى أماكن لمعاقبة العدو الصهيوني على جرائمه. ونتيجة خذلان هذه الأمة وصراعاتها المختلفة بين الدول لجأنا إلى الأطر التي اخترعها الغرب لمحاسبتنا وح
وّلناها إلى مكان من الممكن أن نحاسب منه العدو؛ ذهبنا إلى اليونيسكو وانتزعنا عضوية كاملة. نحن نواجه بشكل واضح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها والكيان الصهيوني ونتحداه، ولكن بآليات مبتكرة من الصراع. الآن وبمراحل مختلفة قلنا “كفى مفاوضات عبثية”، ففي المرحلة السابقة أخدنا ما نريد؛ جمعنا الثلاثية الفلسطينية التي شتتها الاحتلال “أرض وشعب وسلطة”. نحن الآن أكثر من خمسين في المائة من سكان فلسطين التاريخية ولا أحد يمكنه أن يأخذ أرضنا منا، ما الذي بإمكانهم عمله معنا؟ يستوطنون؟ أصلا الأرض تحت الاحتلال، نحن نفاوض منذ 20 سنة، الآن الرئيس أبو مازن الرجل المظلوم المتهم بأنه إرهابي دبلوماسي ويريدون أن يفعلوا به ما فعلوا بالرئيس أبو عمار، ويقولون إنه عقبة في طريق السلام الإسرائيلي، ويمكن أن يغتالوه كما اغتالوا أبو عمار. يقول عن الصهاينة إن لهم تفسيرا لاتفاقية إعلان المبادئ، ونحن ليس لنا أي اتفاق مع إسرائيل. نحن لنا صراع معهم على أرضية أن تتم تسوية تفاوضية نأخذ فيها دولة كاملة، وهو ما لم يحدث. الآن قمنا بإبلاغ الولايات المتحدة والدول العربية رسميا أن الرئيس أبو مازن سيبلغ الأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بمفاهيم الاتفاقية فيجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة كدولة احتلال. بمعنى أننا نحن نفهم هذه الاتفاقية في إطار ما أخذنا من مكاسب وليس كما تفهمها إسرائيل، وبذلك قد يعاد النظر في جملة من الاتفاقيات، ومنها اتفاقية باريس الاقتصادية وكذا التنسيق الأمني الذي يحاولون تشويهنا من خلاله. نحن تحت الاحتلال ما شكل العلاقة بين حكومة السلطة وبين دولة تحتلها؟ حتى في غزة المحاصرة ما هو شكل الاتفاق الذي تقوم به حركة حماس لتسيير أمورها هناك؟ هي سلطة الأمر الواقع، وفي النهاية أليس بينها تنسيق مع الاحتلال في العلاج والدخول والخروج. وعقب هذا، الولايات المتحدة أرسلت تحذيرا مباشرا من القيام بهذه الخطوة وإسقاط اتفاقية أوسلو أو تفسيرها تفسيرا آخر يؤدي إلى توتير القضايا في المنطقة، وأن هذا الكلام سيجعل الأمريكان يتخذون عقوبات كبيرة ضدنا. أبلغنا الدول العربية بما سنقوم به وقلنا تفضلوا وجهزوا أنفسكم.. أين دعمكم؟ أين الغطاء السياسي؟ صحيح، الدول العربية ممكن أن تعطينا شكلا الغطاء السياسي، لكن هل هي مستعدة لتحمل الضغط الأمريكي؟ هل هم مستعدون لتقديم شبكة الأمان فقط لنؤمن صمود أهلنا أثناء عملية الصراع؟ نحن صراعنا مع الكيان وليس صراع محاور إقليمية تضعنا في جيبها ولا مع أي دولة هنا وهناك، ولا صراعات عبثية ندخل فيها وتصبح مسألة فلسطين غائبة، ولا مع هذا الشعب العربي المسكين الذي أصبح غارقا في دمه وهمومه ومعيشته، ولم يعد يريد شيئا سوى أن يعيش، فمن أغرقه في كل هذا المخطط المسمى “الفوضى الخلاقة” وأدوات الصراع الحزبية التي لن تؤدي إلى أي نتيجة؟ لكن أبشرك أن الجماهير العربية لا تزال تحس بفلسطين وقضاياها، لكنها كامنة وستظهر في أي وقت. وبعدما حصل في المسجد الأقصى تحركت المنظمات والهيئات الدولية والجامعة العربية وأصدرت بياناتها. صحيح أن هذا ليس المطلوب الآن. نحن دعونا إلى قمة إسلامية، فليتفضلوا ويرونا كيف يدافع الزعماء عن مقدساتهم، هل يستطيعون الاستجابة للرئيس أبو مازن لعقدها؟ نحن نقول هذا الكلام لكن في النهاية نعلم أن اعتمادنا على أظافرنا وعلى لحم أبو خضير والدوابشة وليس على بيانات تصدر هنا وهناك. نحن الآن لا نستطيع أن ننتصر، لكن بإمكاننا الصمود حتى نغير الموازين، لكن لا قدر اللّه إن كانت هناك حالة أخرى فإن هذه الأمة ستنتهي. هناك اعتقاد بأن اليمين الإسرائيلي بزعامة نتانياهو، الذي فاز بأغلبية مريحة تضمن له شرعية سياسية، ينتهج سياسة فرض الأمر الواقع مجددا، ما رأيكم؟ كل هذا الكلام نتيجة بعضه البعض؛ نتانياهو حلقة من حلقات الكيان الصهيوني. دولة الاحتلال بفلسفتها الصهيونية تمضي قدما في تحقيق مخططها؛ قد يطبقه أحدهم بقفازات حريرية والآخر دونها، كما يتصرف كيان الاحتلال حسب الأوضاع في المنطقة، فإن كانت هناك مقاومة والدول متحدة وقوية فله مخطط معك، وهذا حتى يمضي في حلقاته التراكمية لتحقيق هدفه، وفي حال الاختلال وبدل أن يحقق هدفه بيوم يكون في ساعة، باعتبار أن الأمور مفتوحة له. لكن بالنهاية سواء كان نتانياهو أو رابين أو غيرهما فحسب قوتنا ووجودنا هم يكونون، هم أذكى من أن يخوضوا معارك خاسرة، لكن هذا لا يعني التراجع عن مخططاتهم. ممكن أن يجمدوها قليلا، لذلك أنا الآن أعتقد أن الكيان الصهيوني وقياداته يرون أن هذه الفرصة سانحة لتصعيد مخططاتهم. أنا لا أوجّه اتهامات لكن لاحظي عقلية تلك المنظمات على سبيل المثال في المعارضة السورية التي تقبل العلاج داخل الكيان الصهيوني وهي من المفروض أنها العدو اللدود. العرب مشغولون وهناك معارك في كل مكان، في سوريا والعراق وليبيا، والآن السعودية ودول الخليج في اليمن، كل المنطقة في صراعات ولا ندري أين ستصل، وكذا مصر وما يجري بها الآن من صراع، إذن من يقف في وجه الكيان؟ لا توجد سوى هذه الشرذمة الفلسطينية. هم يعلمون أنه لا وجود لإسرائيل بوجود شيء اسمه فلسطيني، إن كنت عربيا أهلا لكن فلسطينيا لا، ونحن نريد أن نكون فلسطينيين. أما من حيث دور نتانياهو وآلياته ومخططاته فالأمر طبيعي، حيث لا يوجد أمامهم أي شيء يردعهم، بل والكثيرون مرتبطون بهم حتى اقتصاديا وأمنيا. لما تسمعين عن الإرهاب في آخر معادلة أليس يستهدف إسرائيل بقدر ما يستهدف العرب، وإن إسرائيل والعرب سيصطفون لمواجهة الإرهاب، إذن في النهاية الإرهاب له معنى آخر، كل من يقاتل إسرائيل هو إرهابي، لذلك الآن ضارب الحجر إرهابي والمرابط داخل المنطقة إرهابي، لذلك نحن، وبذكاء الفلسطيني المتوارث نتيجة التجارب، بحثنا عن نقطة الصراع حيث يمكننا تحقيق نتيجة، فهربنا للصراع خارجا. ولو تلاحظين فإنه في التصويت في الأمم المتحدة نجد أن من يمتنع أو يغادر القاعة أثناء التصويت هو بعض الدول الإسلامية، بينما أوروبا تصوت لنا. فمن صنع المشروع الصهيوني يضطر أن يصوت لفلسطين، لأننا دخلنا المعركة عندهم في بلادهم، دخلنا الصراع بلغتهم، وليس بلغتنا، فأنا وأنت على ماذا سنتناقش؟ على ماذا سنتناقش في باريس؟ ما الذي سنقوله في عاصمة باريس ؟ لا يوجد أحد فيباريس إلا وهو مع فلسطين وجاهز أن يضحي من أجلها، نحن نزودهم فقط بالمعلومة حول ما يحدث في الأقصى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق