المحلية

قناة السويس الجديدة “بشرى خير” للمصريين والعالم – ناديا ع. الحلاق

عهد اقتصادي جديد تدخله مصر بعد الاحداث الامنية الاليمة التي ارهقت كيانها خلال السنوات القليلة الماضية، عهد جديد يسطّره التاريخ المصري من خلال الاستعداد لإطلاع المجتمع الدولي على مشروع رائد مشرّف بافتتاح قناة السويس الجديدة “اهم شريان تجاري عالمي” الذي يشق طريق التقدم والازدهار في السادس من آب المقبل من محافظة الاسماعيلية ليعبر العالم والقارات مؤكداً ان مصر ما زالت بألف خير وان “ام الدنيا لكل الدنيا”.
لاقى مشروع “قناة السويس” الجديد أصداء إيجابية واسعة محلية ودولية بفضل ثماره الاقتصادية المجزية، وحجم الجهود المبذولة في بنائه، ومستواه الريادي المتطور.

المشروع الذي كلف 8 مليارات دولار يتضمن “إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 72 كيلومترًا تسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وزيادة القدرة الاستيعابية للسفن المارة في القناة”.
وستكون القناة مصدرا حيويا للعملة الصعبة في مصر خاصة بعد انتفاضة العام 2011 التي أثارت قلق السائحين والمستثمرين الأجانب.
ويتضمن مشروع تنمية القناة إقامة محطات لتداول الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف ومحطات تموين السفن بالوقود، بالإضافة إلى منطقة للخدمات اللوجستية ومنشآت سياحية وساحات انتظار وخدمات تخزين وغيرها من الخدمات.
كما وان القناة الجديدة ستقلص فترة إبحار السفن من 22 إلى 11 ساعة، ما يجعلها أسرع قناة في العالم، وستربط 4 قنوات صغيرة بين القناتين القديمة والجديدة.
وإلى جانب القناة الجديدة تخطط الحكومة المصرية لبناء مركز صناعي ولوجيستي دولي قرب قناة السويس، التي من المتوقع أن تمثل نحو ثلث حجم الاقتصاد المصري.

والقناة تدر نحو 5 مليارات دولار سنويا، أما الجديدة التي ستعبرها السفن الكبيرة في الاتجاهين، فمن المفترض أن ترفع العائدات إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2023.

مشروع حيوي فخري قام بإرادة وعزيمة مصريتين مكللتين بجهود حثيثة لعمال ميدانيين بذلوا قصارى جهودهم على مدى 11 شهراً لاستكماله. بعد ان كان الاتفاق على تسليم المشروع في غضون 3 اعوام.
وخلال فترة زمنية وجيزة، شهد المشروع توظيف 43 ألف شخص بينهم عدد كبير من المهندسين، ومعظمهم يسكن في المدن المحيطة بالقناة مثل بورسعيد والسويس والإسماعيلية. وخلافاً لمشاريع البناء الضخمة الأخرى، حرصت مصر على الاستفادة من شغف شعبها بما أتاح تنفيذ المشروع اعتماداً على الخبرات المحلية. اضافة الى آلاف فرص العمل المنتظرة والتي ستؤمنها القناة بعد الافتتاح وبالتالي يكون هذا المشروع قد ساهم بدعم وتحفيز الاقتصاد المصري وأمّن فرص عمل جديدة بعد المعاناة من الارتفاع المتزايد في معدلات البطالة التي “نخرت” عظام شعبها. فمن هم الأبطال الحقيقيون لمشروع القناة الجديدة؟
“أنا لا أعمل هنا لمجرد كسب المال، ولكنني فخور جداً للمساهمة في بناء مستقبل بلادي”.هذا ما قاله مصطفى عبد الموجود، المواطن المصري المقيم في الإسماعيلية، والذي يعمل كمهندس مساعد في مشروع “قناة السويس” الجديدة منذ 6 أشهر. إنه يوم حار من شهر تموز حيث تلهب أشعة الشمس الحارقة موقع البناء قبل أيام قليلة من موعد افتتاح القناة الجديدة.
ويعدّ عبد الموجود، الذي يتحلى بمعنويات مرتفعة، عضواً في فريق يضم 3 أفراد مسؤولين عن تدعيم ضفتي القناة بصخور محلية. وينطوي هذا الجانب على أهمية بالغة في المشروع، إذ يتعيّن عليهم القيام بذلك على امتداد المجرى الملاحي الجديد بطول 35 كيلومتراً، واستكماله قبل عبور أول سفينة.
ويسافر عبد الموجود مع آلاف العمال يومياً إلى موقع القناة لاستكمال المشروع وفق الجدول الزمني المحدد. وهو يتحدث دوماً عن أهمية القناة الجديدة في الثقافة المصرية، وهذا أمر يتشاطره مع جميع سكان الإسماعيلية.
ويضيف عبد الموجود: “تعالوا وشاهدوا ما أنجزه المصريون؛ فالعالم سيتحدث عنّا نحن بناة “قناة السويس الجديدة”، معبراً عن فخره بسـرد قصص مشاركته في هذا المشـروع العظيم إلى أبنائه وأحفاده من بعده.
وقال عبد الحميد بهذا السياق: “يعود هذا المشروع بالخير والفائدة على مصر والعالم أجمع، حيث سيسهم في زيادة دخلنا القومي وتوفير الكثير من فرص العمل”.
من جهته، يؤكد أحد مصوري الفيديو في المشروع: “ان مصر تستحق ذلك، لأن استكمال هذا المشروع يشكل انطلاقة جديدة للبلاد بعد الصعوبات التي واجهتها خلال السنوات القليلة الماضية”.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم “هيئة قناة السويس”: “تأتي سلامة وصحة العاملين في القناة على رأس أولويات الهيئة، ونحن فخورون جداً بسجلنا المتميز على صعيد الصحة والسلامة خلال مرحلة الإنشاء”.
ويلتزم القائمون على المشروع بالحيطة والحذر في استيعاب المدنيين بمن فيهم مئات السكان المحليين ممن يتوجهون يومياً إلى القناة في جولات سياحية للاطلاع على آخر تفاصيل المشروع. ولذلك تم إنشاء منطقة جلوس مخصصة للمدنيين على مقربة من مجموعة تماثيل ونصب تذكارية جديدة، حيث يستطيعون التجمّع وتبادل الأحاديث والاطلاع على أعمال البناء مباشرةً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق