كتائب آل سعود وفرصة ” القاعدة ” – أحمد خريس

ما يشهده اليمن من عدوان من قبل كتائب آل سعود يضر بالدرجة الأولى بمؤسسات الدولة فيضعفها ويعطلها، والمستفيد من ضعف الدولة هو ” تنظيم القاعدة “، الذي يوسع مناطق نفوذه بشكل منهجي ومستمر مستغلا أزمة البلاد ومحنة السكان.
السيطرة على ميناء نفطي وقواعد عسكرية وأسلحة ثقيلة، سلسلة انجازات ” لتنظيم القاعدة “، الذي يوسع نفوذه في منطقة حضرموت التي يحاول مقاتلو قبائلها صده ومنعه من السيطرة على المزيد من المناطق الحيوية والإستراتيجية فيها من بينها مطار الريان.
بداية شهر نيسان الجاري هاجم مقاتلو ” القاعدة ” سجن مدينة المكلا وحرروا 300 من أعضاء التنظيم الذين كانوا معتقلين في السجن، ومدينة المكلا التي هي عاصمة محافظة حضرموت، تعتبر معقلا ومركزا لنشاطاته ومنطلقا للكثير من عملياته الكبرى، وبالنسبة للحرب الدائرة بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق هادي المدعوم من دول الخليج وتحالف الدول المشاركة في “عاصفة الحزم”، فإن ” تنظيم القاعدة ” استغلها لصالحه؛ إذ نأى بنفسه عنها وتابع سياسته وسعيه لتوسيع رقعة المناطق التي يسيطر عليها في اليمن.
ويرى مراقبون أن ” تنظيم القاعدة ” حتى الآن هو المستفيد الأكبر من الحرب الدائرة في اليمن، وكلما طال أمدها كلما استفاد منها أكثر، ” تنظيم القاعدة ” في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مركزا له، ينشط منذ سنوات على المستوى العالمي، ولديه مجلة الكترونية بالانكليزية اسمها “Inspire” تنشر دعاية وإيديولوجية التنظيم في العالم.
ولا يقتصر نشاط التنظيم خارج اليمن على الجانب الدعائي فقط، إذ يتجاوز ذلك؛ حيث أعلن مسؤوليته عن الهجوم على مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية الساخرة.
كما وأصدر في مارس/ آذار 2013 قائمة بالمطلوبين لديه نشرها في مجلته “Inspire” وكان ضمن الأسماء المدرجة على القائمة الرسام الفرنسي ستفان شاربونير الذي قتل في الهجوم على “شارلي ايبدو”. ويتهم التنظيم الأشخاص المدرجين على قائمته للمطلوبين “بارتكاب جرائم ضد الإسلام”.