المحلية

كلاب النار والبيئة الحاضنة – صالح الأشمر

كلاب النار يتحرقون شوقا اليها فيفجرون أنفسهم بأهل الجنة، ويمضي كل من الفريقين إلى مثواه: الشهداء إلى الجنة، وكلاب النار إلى الجحيم.
لكلاب النار في بلدنا جحور يأوون اليها ويشرف عليهم فيها مربون ومروضون ومخدرون وموجهون، يرسلونهم بأحزمة الحقد الناسفة ليكونوا وقودا لجهنم، ويكتبوا في عداد الشهداء الأبرار ضحايا تفجيراتهم الإرهابية.
لولا هؤلاء الذين اصطلح على تسميتهم بالبيئة الحاضنة لما كان لكلاب النار من ملاذ في بلدنا. هؤلاء باتوا معروفين للجميع، منهم مشايخ الفتنة الذين لا يتورعون عن إطلاق التهديد والوعيد ضد الجيش اللبناني والقوى الأمنية كلما ألقي القبض على إرهابي تكفيري فاسد العقل والدين، ومنهم سياسيون لا يتردد بعضهم عن الادعاء بأنه من المبشرين بالجنة ولا يفوت فرصة لبث سموم الفرقة والفتنة والحض على القتل بين أبناء الوطن الواحد، ومنهم زعماء طائفيون لا يوفرون وسيلة للابقاء على تبعية أبناء طائفتهم لهم ولو اشعلوا البلد بنيران التهييج الطائفي المقيت الذي يمهد السبيل لتغلغل التنظيمات الإرهابية التكفيرية في صفوف طائفتهم.
وإذا كان لا بد من القضاء على كلاب النار كافة وقطع دابرهم، فلا بد من هدم أسوار البيئة الحاضنة لهم وعدم التساهل بعد الآن مع كل محرض على الفتنة وكل منظر للتكفير والكراهية واستحلال دماء الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق