المحلية

كيف خدعَ “حزبُ الله” الإسرائليين في القلمون ؟

للمرّة الثانية منذ بداية الحرب السورية تُعلن إسرائيل عن إستهدافها مخازن سلاح تابعة لـ”حزب الله” في القلمون.

حاولت مصادر صحفية، معرفة حقيقة الغارة الأخيرة التي تحدث عنها الإعلام الإسرائيلي، غير أن مصادر “حزب الله” رفضت الحديث عن الموضوع تماشياً مع سياسة الحزب الإعلامية بهذا الشأن.

إلا أن أوساطاً شديدة الإطلاع أكدت أن الإعلام الإسرائيلي عندما يتحدث عادة عن الإعتداءات الإسرائيلية منذ بداية الحرب السورية يكون الأمر صحيحاً، ولا يقوم الحزب بنفيه لا مباشرةً ولا عبر وسائل الإعلام القريبة منه.

وتشير الأوساط إلى أن “لا معلومات حقيقية عن الغارة الأخيرة، إلا أن ما حصل قبل ذلك في القلمون من غارات إسرائيلية يوحي بتكرار السيناريو، خاصة إذا ما رُبط الأمر بتحليل عسكري بسيط”.

وتفسّر الأوساط ما حصل بالقول: “إنه لمعرفة ماهية الهدف المستهدف علينا معرفة ماذا تستهدف إسرائيل في سوريا منذ بداية الأزمة، إذ إن الطائرات الإسرائيلية تتدخل في النزاع السوري لأمرين أساسيين: الأول، يتعلّق بالقنيطرة نظراً إلى قربها من الجولان، والثاني له علاقة وثيقة بـ”حزب الله” وحركته وقدرته التسلحية، وهذا يعني أن ما إستهدف في القلمون هو هدف تابع للحزب حصراً بغض النظر عن مكانه أو ماهيته”.

وتضيف المصادر: “إن الإعلام الإسرائيلي والناشطين المعارضين تحدثوا عن إستهداف مخازن صواريخ بالستية تابعة لـ”حزب الله” في جرود بلدة رأس العين في القلمون السوري، بإعتبار أن الجيش السوري توقف منذ أكثر من سنة على إستخدام هذا النوع من الصواريخ في معاركه لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها، لذلك فإن هذه المخازن تعود حتماً إلى “حزب الله”.

وبإعتبار لا معلومات حتى الساعة من طرف “حزب الله”، فإنه وفق الأوساط نفسها يمكن إسقاط ما حصل في الغارات السابقة التي حصلت في القلمون قبل نحو عام، إذ إن المعلومات الأكيدة تشير إلى أن تلك الغارة كانت فخّاً وقع فيه الجيش الإسرائيلي، إذ تحدث الإعلام الإسرائيلي يومها عن إستهداف مخازن سلاح تابعة لـ”حزب الله” أيضاً.

وتلفت الأوساط إلى أن “حزب الله” قام يومها، وعلى مدى أشهر، بإفتعال حركة شاحنات وهمية في المنطقة المستهدفة، إذ كانت شاحنات كبيرة تدخل بإستمرار إلى هنغار كبير ومن ثم تخرج، ولم يكن تحركها خاضعاً لأي عملية تمويهية مما لفت نظر طائرات الرصد الإسرائيلية، وبعد ذلك تمّ إستهداف “المخزن” بعدة غارات”.

وتعتبر الأوساط أن تلك الغارات لم تؤد إلاّ لتدمير المخزن الفارغ، ومن يعرف “حزب الله” جيداً يدرك أن خريطة إمداداته لا تمرّ في القلمون لا قبل الأزمة ولا خلالها، ومن يعرف “حزب الله” ايضاً يدرك أنه خلال حرب تموز إعتمد سياسة المخازن الخدّاعة، ومجسمات الراجمات لتشتيت قوة الرصد الإستخارية في الجيش الإسرائيلي.

ولم تحسم الأوساط أن يكون سيناريو الغارة التي حصلت قبل أيام مطابقاً للسيناريو الذي حصل قبل سنة، لكن بالتحليل العسكري، ماذا يستفيد “حزب الله” من تخزين صواريخ بالستية في القلمون، وهو لا يستعمل إلا صواريخ قصيرة المدى في معاركه السورية؟.

علي منتش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق