من القلب لـ بشير خضر …

هذا ما قاله مسن من بعلبك عن بشير خضر
انتهى موسم الصيف وانتهت مهرجاناته التي تنقلت هذا العام وامتدت على كامل التراب الوطني من عين ابل ورميش الى القبيات و بعلبك ومن بيبلوس الى بيت الدين و البترون مرورا بكل القرى والمدن اللبنانية.
ومما لا شك فيه ان اقامة هذه الاحتفاليات يختلف من منطقة الى أخرى ومن الطبيعي مثلا ان يكون التحضير لمهرجانات جونية أو بيبلوس أو البترون أسهل بكثير من التحضير لمهرجانات بعلبك الدولية بالرغم من عراقة الاخيرة وتغلغلها في الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني. فالبعض يعتبر أو بالأحرى كان يعتبر قبل 31 تموز2015 ان الصعود الى مدينة الشمس دونه محاذير كثيرة واولها الهاجس الامني علما أن بعلبك تعتبر اليوم مدينة امنة وما يحدث فيها من اشكالات قد يحدث في أي بقعة من لبنان واكبر دليل على ذلك قتل مواطن أمام اعين المارة في قلب العاصمة وفي قلب الجميزة. ولكن ما غير لا بل ما قلب هذه المعادلة هو شاب من مدينة طرابلس قرر اخذ التحدي في محاولة لاعادة بعلبك الى خارطة السياحة الوطنية وهي التي كانت فيما مضى في طليعة المدن السياحة اللبنانية والعربية هو محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر.
أسابيع لا بل أشهر كثف فيها المحافظ الشاب من وجوده في المدينة ومن الاطلالات الاعلامية لطمأنة كل الوافدين الى المدينة من الناحية الأمنية .خلال هذه الفترة كان يتابع أدق التفاصيل وكل الاخبار الواردة عن المحافظة اضافة الى التحضيرات اللوجستية في القلعة.وبعد جهد وتعب دقت ساعة الحصاد في 31 تموز وكان التكريم الكبير لمدينة الشمس ومهرجاناتها التي تحتفل العام المقبل بسنتها الستين وتحت عنوان “الك يا بعلبك”.
كبار الفنانين والشعراء والملحنين وضعوا جهودا مضاعفة لانجاز عمل يليق بقلعة وقف على أدراجها كبار النجوم اللبنانيين والعرب والاجانب. فلبعلبك رهبتها ومكانتها ولبعلبك وقارها وعزها الساكن في ذاكرتنا ومن يسيئ اليها يحترق بلعنة الهتها ومن هنا ولد الخوف الكبير الذي ولد ليلة لن تنسى قد تكون من ألف ليلية وليلة.
في تلك الليلة انهالت التهاني على رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة نايلة دوفريج وعلى المحافظ بشير خضر الذي ربح التحدي وبامتياز حيث لم يسجل أي حادث أمني يذكر في المدينة.
أما التحدي الاكبر الذي ربحه خضر كان في الليلة التي أحيتها المطربة السورية ميادة الحناوي حيث فاقت أعداد الوافدين الى المدينة التوقعات وتحدث الجميع عن الحركة التي افتقدتها المدينة لسنوات.
هكذا وبتعاون كل المعنيين وبارادة محافظ بعلبك الهرمل الذي نسج وبفترة وجيزة علاقات مودة مع كل ابناء المدينة على اختلاف مشاربهم عادت بعلبك الى الواجهة بعد غياب سنوات واهمال عقود من قبل الدولة اللبنانية .
اليوم وبعد النجاح الكبير وربح الرهان باتت المسؤولية اكبر وما يردده أبناء المدينة سؤال واحد لا بل أسئلة وننقلها بأمأنة:
هل من مهرجانات العام المقبل في بعلبك؟
هل ستمتد الليالي الى اكثر من 4 أو 5 حفلات؟
هل سيتم احياء الليالي اللبنانية وتحديدا التراثية منها؟
هل سيكون الامن مستتبا في المدينة؟
أسئلة كثيرة لا بل هواجس كثيرة عند كل مخلص من أبناء المدينة الذي يريد اعادة الحياة الى مدينة وكما تقول فيروزفي اغنيتها الشهيرة لبعلبك”ع اسمها السهرات مسمية…”
الجواب اليوم هو عند محافظ المدينة الذي بات أمل كل بعلبكي لاعادة اظهار الوجه الحقيقي للمدينة .ولعل ما قاله مسن جالس أمام محله أمام القلعة هو خير دليل على هذه الثقة:” لدينا محافظ الله يحميه جميل كصوت فيروز في الصباح …ومشع كشمس بعلبك…”