المحلية

مياه الصرف الصحي تغزو قلعة بعلبك: من المسؤول؟

كانت قلعة بعلبك ولا تزال معلماً اثرياً، قائماً على حجارة تمثل حضارة عمرها آلاف السنين، يقصدها الزوار من كافة الأقطار للتعرف على تلك القيمة الأثرية التي لا مثيل لها في الشرق.إلا أنّ الصورة الحضارية الجميلة التي يحفظها السياح عن مدينة الشمس، لوثتها مشكلات مياه الصرف الصحي التي تسربت إلى داخل حرم معبد فينوس في صورة مسيئة لبعلبك وللمهرجانات الدولية التي غابت عنها لأكثر من عامين.

شبكة صرف صحي داخل القلعة

قبل شهر من تاريخ كتابة هذه السطور، تتسرب مياه الصرف الصحي إلى داخل حرم قلعة بعلبك، لتتجمع في باحة معبد فينوس، بالقرب من مسجد الصاغة الأثري الملاصق للقلعة، وسط انتشار روائح كريهة تستقبل الوافدين ومناظر غير لائقة، في الوقت الذي تغيب فيه عيون المسؤولين عن هذه الكارثة.

تشير مصادر معنية بالملف في حديث إلى “مختار” إلى أن “بلدية بعلبك تقدمت بطلب لمديرية الآثار، لمعالجة المشكلة التي أدت إلى فيضان مياه الصرف الصحي، غير أن المديرية رفضت الطلب، لأسباب لم تتوضح بعد”، مع العلم أن المديرية مسؤولة عن قلعة بعلبك، إلى جانب البلدية التي تتحمل مسؤولية صيانة البنى التحتية، وذلك بعدما قامت الأخيرة بمد شبكة صرف صحي داخل القلعة، مستخدمة السواقي الرومانية القديمة عند المدخل الرئيسي، من دون أي دراسة بيئية وهندسية، للبحث في النتائج المترتبة.

صرخة اقتصادية

كان لموقع “مختار” جولة في الأسواق الملاصقة للمعبد. يقول إيهاب رعد، صاحب مقهى فينوس المحاذي للمعبد، في حديث إلى “مختار” إن “جميع رواد المقهى فضلوا الهروب من المقهى، بدلاً من الجلوس أمام المعبد، نظراً للرائحة الكريهة التي تنبعث بشكل مستمر”، مشيراً إلى حصول كارثة اقتصادية قد تؤدي إلى إغلاق المقهى في حال عدم حل الموضوع سريعاً.

من جهته، يقول صاحب متجر، رفض ذكر اسمه، في حديث إلى “مختار” أنه لا يستطيع الخروج من متجره، بسبب الرائحة التي لا يمكن لأي عاقل أن يتحملها.

بدوره، يطلق صاحب مطعم “سيزار”، صرخة يشير فيها إلى أن “البعلبكيين ينتظرون فصل الصيف بفارغ الصبر لسد العجز الاقتصادي الذي نقع به، لنتفاجئ بكارثة صحية بيئية، تصيب أهم معلم سياحي في لبنان، في ظل صمت مطلق للمسؤولين في المنطقة”، تسائلاً: “كيف يمكن لأحد من المواطنين أن يتناول الطعام ورائحة الصرف الصحي منتشرة في المكان”.

حمد: تعاطي الإنماء والإعمار سلبي معنا

يؤكد رئيس بلدية بعلبك حمد حسن في حديث إلى موقع “مختار” أن “مجلس اﻹنماء واﻹعمار قد لزّم شركة “البنيان” لصيانة أنانيب الصرف الصحي في خط قلعة بعلبك، والمحاذي لمعبد فينوس، وهي شبكة قديمة العهد ومهترئة، إلا أن الطلب الذي تقدمنا به إلى مديرية الأثار تم رفضه، متذرعين بمرور الأنابيب، بمحاذاة جدار البربارة، المعروف بمعبد فينوس، الأمر الذي أدى إلى طلب البلدية من شركة البنيان تنظيف الأنابيب، لوقف تدفق مياه الصرف الصحي إلى داخل القلعة.

ويضيف حسن أن لا علاقة للمهرجانات التي تقام في بعلبك، بهذا الموضوع، إنما هو موضوع عرضي يحصل بشكل يومي، والعمل جارٍ على إعداد دراسة ما بين شركة “البنيان” و”وزارة اﻷثار” لحل المشلكة؟، موضحاً أن “تعاطي مجلس اﻹنماء واﻹعمار سلبيّ مع هذه اﻷمور، ويجب عليهم أن يتعاملوا بجدية مع البلدية لتقديم بنى تحتية تليق بتاريخ المدينة”.

القضية نفسها تفتح الباب أمام تحديد مسؤوليات بعض المسؤولين تجاه القلعة التي يتغنى اللبنانيون بها العالم، بيد أنها تعجز عن حمايتها وصيانتها والاهتمام بها، وهو ما نحن بأمس الحاجة إليه خصوصاً بعد نقل مهرجانات بعلبك الدولية لعامين متتاليين إلى خارج المدينة بسبب الأوضاع الأمنية، لما لهذه المهرجانات من مردود اقتصادي وسياحي ينعكس على المدينة وأهلها.

موقع مختار _ فؤاد غانم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق