المحلية

هل أنت سعيد في لبنان ؟

لو أردنا أن نسأل اللبنانيين، إلى أي طائفة أو أي بيئة أو أي منطقة إنتموا: هل انتم سعيدون في لبنان، على غرار السؤال الذي وجهته السلطات الإماراتية لجميع الذين يعيشون في دبي؟

ومن دون كثير من الجهد والعناء وتكليف شركة استقصائية أو إحصائية بإجراء هذا المسح، نستطيع تخيّل الأجوبة الإفتراضية، والتي ستأتي في مجملها سلبية، عكس الإيجابات الإيجابية في دبي.

ومن بين هذه الإجابات الإفتراضية، التي تراوحت بين الواقعية وبين السلبية المهذبة وبين السلبية المتطرفة، نورد الآتي:

– هل هناك سبب يدعوني إلى أن أكون سعيدأً؟ أعطني سبباً واحداً كافياً وأنا مستعد لأن أتخلّى عن هذه النظرة التشاؤمية.

– أنا خريّج أهّم جامعة في لبنان وحائز على شهادة بدرجة ممتاز لم تخّولني على الحصول على وظيفة تمكنّني من العيش بكرامة، وأنا واحد من بين الآف الخريجين العاطلين عن العمل، وتسألني إذا كنت سعيدأ؟

– كيف أكون سعيداً وأنا محاط بجبال من الزبالة، التي تهددني بصحتي وبصحة أولادي، ولا من يسأل أو يهتّم؟

– هل هناك سعادة أكثر مما نحن فيه؟ وكيف تفسّر لي ظاهرة الهجرة إلى المجهول عبر ركوب موجات الخطر في بحار الله الواسعة؟ هل يمكن أن يكون كل هؤلاء قد هربوا من السعادة المتوافرة لهم في لبنان؟

– لا أعتقد أن أحداً من غير اللبنانيين الذين يعيشون في رتابة يستطيع أن يفهم لماذا يزلغط اللبنانيون في كل مرّة “تزور” الكهرباء البيوت.

– هل هناك أكثر من سعادة عندما تستيقظ في منتصف الليالي على أصوات الرصاص يلعلع خارقاً سكون الليل. أكيد جارنا رُزق بمولود ذكر… ولعيون الصبي كم رشق بالهوا… وعمرو ما حدن ينام!

– السعادة ألآّ تقف بالصف في انتظار دورك… فالشاطر بشطارتو. يا حبيبي أنا مستعجل وما فيني انطر.

– يكفي أن تُسجن داخل سيارتك لمدة ساعتين وثلث الساعة في مسافة سبعة كيلومترات ( الاونيسكو– كورنيش المزرعة – البربير– المتحف– جسر الفيات) لتكون سعيداً في بلد صيفي، وكأن الامطار موسمية وطارئة في لبنان، والانكى أن وزير الاشغال يطلع علينا ليقول: ألم أحذركم مما نحن مقبلون عليه، وكأن شغلته التحذير بدلا من معالجة المشكلة وتنظيف الطرقات ومجاري المياه، قبل أن تتحول طرقاتنا إلى مستنقعات.

– كان بالاحرى أن تسألني لماذا أنا غير سعيد في لبنان، فكنت سردت لك قائمة طويلة عريضة من الاسباب التي لا تجعلني سعيداً في هذا الوطن.

ولأننا لم نجد إيجابية واحدة من بين ردود الفعل الإفتراضية، نكتفي بتعليق صغير مستوحىً من بعض اليافطات على مداخل بعض القرى: أبتسم أنت في… وليس في دبي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق