هل سناء محيدلي ’انتحارية’ ؟

وقاحة mtv الجديدة: سناء محيدلي ’انتحارية’ – ليلى عماشا
اوردت قناة mtv اللبنانية تقريرا صنفت فيه عروس الجنوب الاستشهادية سناء محيدلي مع النساء اللواتي تجندهن المنظمات الارهابية لتنفيذ عمليات انتحارية. ليس غريبا طبعا على خط سياسي يرى في بشير الجميل شهيدا وفي سمير جعجع مقاوما وفي انطوان لحد جنرالا مبعدا ان يرى في عيني سناء خطرا يهدد وجوده. فهي القمر الذي تفجر في حليفهم الاسرائيلي والذي اوجع العدو، عدونا وصديقهم.
وليس غريبا ان تتجرأ قناة تلفزيونية على اساءة من هذا العيار. فوضع صور العملاء من اصحاب الرتب في اطار واحد مع الابطال الشهداء، اتاح للكثيرين ممن يألمون لألم الصهاينة ان يتطاولوا على صور وسير ابناء الشهادة والإباء.
عن اي عيش مشترك يتحدثون ان لم يكن العدو مشتركا ولا الصديق. عن اي لحمة وطنية يكتبون الشعر فيما ضاع حتى الحياء المهني والاخلاقي في تسمية سناء محيدلي انتحارية ارهابية. اليست تلك الوقاحة المغالية في استفزاز ناس المقاومة الا امتدادا حتميا لوقاحة اعتدناها عند هذه المحطة في تسمية شهدائنا قتلى وفي اعتبار المقاومة في معركة الوجود ضد التكفير “تدخلا في شؤون دولة خارج حدود الكيان اللبناني”؟ متى يصبح قانون المرئي والمسموع اكثر صرامة في موضوع اللغة والمصطلحات بما يتناسب مع بلد يدعون انه سيد وحر ومستقل؟ لو فيهم شيء يسير من معنى السيادة لعرفوا ان صناع السيادة الحقيقيين هم اناس آثروا الاستشهاد على ذلّ التعايش مع الاحتلال. والحرية، هذه العبارة الفضفاضة جدا على عبيد السفارات ليست الا اختيارا وطنيا حرا اتخذته سناء وغيرها كثيرون قبل ان يولد ربما معد التقرير “المشبوه”. اما الاستقلال فحكاية اخرى فيها من السخرية ما يكفي لإعداد آلاف الحلقات من برامج النكات التافهة.
سناء محيدلي.. جميلتنا الحرة السيدة في ترجمتها لمفهوم الاستقلال.. المرأة التي مع رفيقاتها في المقاومة ساهمن بدون ان يدرين في تعزير صورة المرأة اللبنانية المختلفة عن تلك التي تقدمها mtv..
سناء كلمة واحدة نقولها باسمك.. نوجهها الى كل من رسب في مادة الوطنية وباع قلمه والصورة سلعة رخيصة كنساء في سوق القوادين: اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل..