هل فرّ قاتل المقدّم كحيل إلى أوروبا ؟

معطيات جديدة كشفت وأضاءت على زوايا خفيّة لم تكن معروفة بالنسبة إلى ملابسات جريمة قتل المقدم المغوار في الجيش اللبناني ربيع كحيل. وقد ساعد في إظهارها أن الجريمة باتت في عهدة قيادة الجيش التي تتولّى التحقيق بحرص وبمهنيّة عالية كي لا تتحوّل هذه الحادثة الأليمة الى مشروع فتنة طائفيّة جديدة تجرّ أهالي بلدتي القماطية (أكثرية شيعية) وبدادون (أكثرية مسيحية) المتجاورتين الى ما لاتحمد عقباه.
فبالنسبة إلى المتهمين، فإن ايلي ضوّ هو نجل رئيس بلدية حومال خليل ضوّ، أما قريبه هشام ضوّ، المتهم بإطلاق النار على المقدّم كحيل، فهو من رجال الأعمال البارزين على مستوى لبنان ومن كبار مورّدي الحديد ومواد البناء في لبنان، وهو يملك قصرا في بدادون، وقد حصلت الجريمة على المفرق المؤدي إلى هذا القصر
وفي التفاصيل ان المقدّم كحيل خلال توجهه الى منزله، توقّف جانبا لاجراء اتصال هاتفي، فتوجه إيلي وهشام ضوّ نحوه مطالبينه بعدم التوقف في المكان والرحيل. فعرّف عن نفسه، ورغم ذلك أصرّا على موقفهما، فوقع الاشكال الذي بدأ بعراك بين المغدور وايلي، قام بعدها هشام ضوّ بإحضار سلاحه الحربي وأطلق النار على قدمي المقدّم كحيل.
آخر المعلومات غير المؤكّدة بعد أنّ هشام ضوّ تمكّن من الفرار إلى تركيا ومنها إلى إحدى الدول الأوروبيبة، فيما اعتبر رئيس بلدية حومال خليل ضو أنّ ابنه إيلي “لم يكن سوى شاهد في قضية مقتل المقدم ربيع كحيل وسيسلم نفسه عاجلاً أم آجلاً”. وأضاف: “نحن مع المؤسسة العسكرية ولسنا ضدها وما حصل يتحمل مسؤوليته الطرفان، لا يمكن أن يكون الحقّ على طرف واحد وما يتردد في الاعلام عن أنّ الخلاف على أفضلية المرور أو أنّ هناك ثأراً هو كلام غير صحيح، والذي حصل أنّهما (إيلي وهشام ) وجدا الضابط متوقفاً إلى جانب الطريق فسألاه إن كان يريد أيّ خدمة وحصل سوء التفاهم”. ووجه رسالة إلى ابنه ايلي عبر جريدة “النهار” قائلاً: “سلّم نفسك. لا أحد يستطيع أن يهرب من وجه العدالة، لأنّ المرتكب يجب أن يعاقب على فعلته”.
شقيق المقدم ربيع كحيل قال بدوره لتلفزيون “mtv”: “نريد تطبيق القانون وتسليم الجناة، ولن نقبل بأن يذهب دم أخي من دون محاسبة”.
واستنكر بيان صادر عن بلديتي بدادون وحومال ومختاري البلدتين وفعالياتيهما وأهاليهما “الحادث المأسوي الذي أدّى إلى استشهاد المقدم البطل ربيع كحيل، ويتقدمون بأحرّ التعازي وأصدقها من قيادة الجيش ومن أهل المقدم الشهيد وذويه ورفاقه”.
وأكّد البيان أنّ “منطقتنا كانت وما زالت من داعمي المؤسسة العسكرية، وتقدر عاليا دورها الوطني في محاربة الإرهاب والدفاع عن الوطن”، مطالبا بأن “يأخذ التحقيق مجراه كاملا في هذا الحادث المأسوي الفردي وأن تُطبّق العدالة القضائية بشأنه والالتزام بما يصدر عن القضاء اللبناني بخصوصه”.