المحلية

هي مني وأنا لها – خلود حمد الرمح

تضيق بنا الدنيا فتتسع تلك الرقعة البيضاء، على اسطرها تمتدّ تلك المشاعر الرقراقة، تعانق الدمعات الساكبات تلك الإبتسامات، تتشابك أيدي العشق والمعاناة فتكتمل أسطورة الحب، تتلاقى الفرحة بعد طول ألم، تصول وتجول الخواطر بين الملمات و بين الخفقات الحائرات.

هي مني وأنا لها، نعم هي الكلمة التي اخترتها مفتاحاً لحياتي وجعلت منها الخبز والزاد، أكتبها اليوم بلحن أحاسيي وفيض ثورتي، أخطّها بكل الحروف التي أملك لتحكي في الغد عني وتبقى الذكرى بعد غيابي.

أطوف في محرابها عاشقة هائمة، أسعى بين صفاوة الحياة ومرارة العيش أرجم شياطين اليأس وإبليس الألم أُنهي مراسم الكتابة وأقلب الصفحة . . . هذا هو الحج في حرم الكلام سعي بين السطور وطواف حول الحروف وتلبية لما تحتاج القلوب ويختلج الصدور وما يرتسم على الثغور.

لكل متنفسه وأنا متنفسي واحة بيضاء أزرعها بما يجول في رحاب خاطري أهب للصلاة بين ركن الإبداع ومقام التألق بخشوع الساجدين أرتل تسابيح المساء وبدموع العارفين أنتظر ضياء الصباح ويكون القنوت في رحب الصلاة اللهم لا تُزغ قلمي عن الحق ولا تكلفني ما لا يؤمن به ضميري وهب لي المصداقية والموضوعية، أٍنهي و أسلّم فقد أفرغت كل الدعوات وشكوت كل الحسرات، وحبوت على الأوراق أنتظر آذان الوله لأداء صلاة الرقيّ، ولأُتمّ فرائض التألق وبحسنات النقش على الورق والحفر على جذوع شجر الثبات أُنهي مناسك الكتابة وأعود من الحج الى بيت الكلمة فيُقال لي أدب نافع وحبر يافع .

هذه حكايتي مع الورقة والقلم عشق إلى ما لا نهاية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق