المحلية

يعتصمون إعتراضًا على حفلة المطبّعة هبة طوجي

عتصم ليلَ أمس أعضاء من حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” أمام مدخل قلعة جبيل، قبيل بدء حفل الفنانة المطبّعة هبة طوجي. وقد حمل الأعضاء صورًا “تطبيعيّة” تجمع بين طوجي وفنّانة إسرائيلية متسابقة في برنامج The Voice، وشرحوا للجمهور معاييرَ التطبيع التي تتبنّاها الحملة ومخاطرَ الاتصال بالإسرائيليين ولاسيّما في زمن اشتداد حملة عزلهم عالميًا على المستويات الاكاديمية والفنية والاقتصادية وغيرها.


وبحسب ما كتبه رئيس الحملة الدكتور سماح ادريس على صفحته على الفايسبوك، فإنه “كان لافتًا أنّ كثيرين من الزوّار لم يعلموا بالموضوع، وأنهم تفهّموا منطق الحملة ولم يتبنّوْا المنطقَ القائل “إنّ الفنانة الاسرائيلية شيء وإسرائيل شيء آخر”، علمًا انه لم يصدر حرف واحد من تلك الفنانة في إدانة مجازر “إسرائيل” على سبيل المثال”.

وكانت طوجي قد أثارت اعتراضات الكثيرين بعد أن جمعتها أكثر من سبع صورٍ مع المشتركة الإسرائيلية شارون لالوم، ما يثبت أنّ ما نُشر ليس صورًا مباغتة بل صداقة طوعيّة تطبيعيّة. وأصدرت حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” وقتها بيانًا أدانت فيه “تجيير طَوَجي لمشاركتَها الغنائيّة في برنامج The Voice (النسخة الفرنسيّة الثالثة) لبناء صداقةٍ طوعيّةٍ مع مشتركةِ إسرائيليّة؛ صداقةٍ لم “تُفرضْ” عليها فرضاً، شأن ما ذُكر عن “الصورة المباغتة” التي جمعتْ ملكةَ جمال لبنان لهذا العام، سالي جريج، بالملكة الإسرائيليّة، بل تطوّرتْ إلى ما يشبه الغزلَ المتبادلَ، فضلاً عن سبع صورٍ على الأقلّ بين طَوَجي والمشتركة شارون لالوم”.
وأكد بيان الحملة أنّ المشتركة “إسرائيليّة، لا فرنسيّة من أصلٍ إسرائيليّ، وقد وُلدتْ في فلسطين المحتلّة بعد إنشاء الكيان الصهيونيّ الغاصب، وقضت سنواتِها الثلاثَ والعشرين الأولى فيه، قبل أن تذهب منذ عاميْن إلى فرنسا”.


وتساءلت الحملة “تُرى، ألا تنطبقُ وحشيّةُ مَن أدانتْهم طَوَجي في أغنية “الربيع العربي” على الكيان الصهيونيّ؟ ألم تهزّ طوَجي دماءُ “ولادْ وناسْ” (عددُهم يصل إلى 2200، ربعُهم من الأطفال) لم تجفّ بعدُ في غزّة الصيفَ الماضي؟ هل نسيتْ صورَ تشريدِ 50 ألف فلسطينيّ جرّاء هدم “إسرائيل” 20 ألف منزلٍ في قطاع غزّة قبل شهور؟ وفي لبنان، الذي تدّعي طوجي “رفْعَ رأسه عالياً” من خلال مشاركتها في برنامجٍ فرنسيًّ (مُعَدّ للهواة أصلاً)، هل تناست هذه المغنّيةُ أنّ آلةَ الحرب الإسرائيليّة خلّفتْ، في شهرٍ واحدٍ فقط من صيف العام 2006، أكثر من ألف شهيد، فضلاً عن آلاف الجرحى، وهجّرتْ ثلثَ الشعب اللبنانيّ؛ ناهيكم بمواصلتها إلى اليوم احتلالَ مزارع شبعا وتلالِ كفرشوبا والجزءِ اللبنانيّ من بلدة الغجر، وانتهاكَ سيادة لبنان برًاً وبحراً وجوّاً، وإبقاء أرض الجنوب مليئةً بالقنابل العنقوديّة؟”.

وردًّا على التساؤلات والاعتراضات المتوقّعة على البيان، قالت الحملة “قد يقال إنّ “الفنّانة” الإسرائيليّة غيرُ مسؤولةٍ عمّا تقوم به دولتُها. ولكنْ هل تناهى إلى سمع أحدِكم أنّ لالوم، هذه، غادرت الكيانَ الذي بُني على أنقاضِ وطنٍ آخر، أو تخلّت عن جنسيّتها التي طَمستْ حقوقَ شعبٍ آخر؟ بل هل تناهى إليكم أنّها أصدرتْ ولو بيانَ إدانةٍ واحداً ضدّ جزّاري دولتها؛ دولتِها التي تتمّ مقاطعتُها منذ سنواتٍ من قِبل مئاتِ الجامعات في العالم، وآلافِ الأساتذة والمثقفين والطلّاب، ومئاتِ الفنّانين (آخرُهم 700 فنّان بريطانيّ وقّعوا في شباط الفائت عريضةً لمقاطعة “إسرائيل”، وتعهّدوا فيها “رفضَ أيّ دعوةٍ لزيارة إسرائيل أو أيّ تمويلٍ من مؤسّسةٍ مرتبطةٍ بالحكومة الإسرائيليّة”)؟”.

وذكّرت الحملة في بيانها بالمادّة الأولى من قانون العام 1955، المنبثقِ عن التزام لبنان توصيةَ جامعة الدول العربيّة سنة 1954 بوضع أحكامٍ قانونيّةٍ لمقاطعة الكيان الغاصب، والتي جاء فيها: “يُحظّر على كلّ شخصٍ طبيعيٍّ أو معنويٍّ أن يَعْقدَ، بالذاتِ أو بالواسطة، اتفاقاً مع هيئاتٍ أو أشخاصٍ مقيمين في “إسرائيل”، أو منتمين إليها بجنسيّتهم، أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها، وذلك متى كان موضوعُ الاتفاق صفقاتٍ تجاريّةً أو عمليّاتٍ ماليّةً أو أيَّ تعاملٍ آخرَ مهما كانت طبيعتُه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق