14 أيلول… حقًا إنه يوم مجيد – ليلى عماشا

14 ايلول… يوم مجيد في تاريخ المقاومة. ففي مثل هذا اليوم، نفذ البطل حبيب الشرتوني حكم الاعدام بخائن برتبة رئيس جمهورية، بشير الجميل. قد يجد بعض المتفذلكين ان تنفيذ هذا الحكم هو اغتيال سياسي. لا يهم. قد تجد من يعتبر ان قتل بشير الجميل اساء لموقع رئاسة الجمهورية. ايضا لا يهم. المهم، والمهم فقط، انه خرج من بين الناس رجل بصفات بطل، اطلق على صدر الخيانة رصاصه ونفذ حكم العدالة الحقيقية في من خان وباع واستقوى بالدبابات الاسرائيلية.
قد تجد من لا زال يبكي الوسيم الذي لم يتسن له الابتهاج طويلا بكرسي الرئاسة. دعه يبكِ ولكن اخبره ان يبكي بصمت كي لا يزعج نسيم الارض التي علمتنا ان مصير الخائن يجب ان يكون القتل، وان اي عقاب اقل سيرتد يوما، او سيحاول ان يرتد يوما، جيفة نتنة تلوث التراب المطهر بدم الشهداء. وخير مثال على ذلك، هو محاولة البعض تمرير محاولة دفن انطوان لحد في لبنان.
حاولت سهى بشارة في عملية بطولية عام ١٩٨٨ ان تجنبنا وجعا كهذا. ويكفي سهى شرفا انها حاولت ودفعت ثمن هذه المحاولة سنين عمرها الاجمل قيد الاعتقال والتعذيب. لم يمت يومها لحد بل شفي من رصاصات البطلة واكمل مسيره في دروب الخيانة على انواعها. لم يوجعه الذل عند بوابة فاطمة وهذا مفهوم. فمن لا يعرف طعم الكرامة لا يميز طعم الذل ولا يزعجه. مات في فرنسا، التي تعتقل جورج عبد الله وتدعي انها تمنع دخول لحد الى اراضيها. مات قبل ان ينهض حبيب شرتوني اخر او سهى بشارة اخرى وينفذ فيه الحكم العادل. ربما لأن دوره انتهى وصار رقما في ملفات الخيانة. لكن افعاله لم تمت ولن تموت.
١٤ ايلول، يوم مجيد للتاريخ. نشهر فيه الحق سلاحا. نتمنى فيه لو لاقى كل خائن مصير الجميل. نتمنى لو كل واحد منا استطاع ان يكون حبيب الشرتوني وانهى حياة عميل. ربما، لو استطعنا، لما اضطررنا اليوم للوقوف رافضين ادخال جيفة لحد الى ارضنا. ليس الامر تفصيلا ولا هو لحاق بالميت الى قبره ومحاسبته. لكن المسألة هي بالدرجة الاولى مسألة اخلاقية. وتجاوزها، خيانة توازي عمالة لحد وكل اللحديين. واللحديون، ليسوا بالضرورة قطيع العملاء المنظمين في جيش سماه لحد جيش لبنان الجنوبي. كل مطالب بنزع سلاح المقاومة لحدي. كل مأجور لدى سفارات العدو، وما اكثرها، لحدي. كل ساكت عن حق الشهداء والجرحى والاسرى لحدي. كل من يعتلي منبرا للتكفير والارهاب وان ببزة رسمية ولغة منمقة، لحدي. هم كثر. ونحن لسنا قلة، لكننا سنصير ان تابعنا السكوت عن الخونة بحجة القبول بالرأي الاخر. لولا سكوت طال عن العملاء ربما لما اصبحت الخيانة، وبوقاحة، ترتدي ثوب “الرأي الاخر”. ١٤ ايلول…. يوم مجيد وواجبنا ان نبقيه مجيدا برفض دفن جيفة لحد في ارضنا، وذلك اضعف الايمان.