الأدب الغائب !!!

كنت ومازلت أردد :
أننا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي ثلاثة أنواع من ( الأدب ) :
١_ أدب الخلاف
٢_ أدب النصيحة
٣_ أدب الحوار
*والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.
*الأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة.
*العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود ( العقل ) دون أن يصل آثار خلافهم لحمى ( القلب ).
*فهم يدركون تمام الإدارك أن الناس مذ كان الناس لابد أن يختلفوا ويؤمنون بكل يقين أنه ﴿َ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾.
*ألا نحسن أن نكون ( إخواناً ) حتى لو لم نتفق كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي ؟
*إن اختلافي معك ياأخي لايعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك
*أحبك يا أخي
نعم والله إني أحبك.
ولو بقينا الدهر كله ( مختلفين ) في الرأي.
*واختلافي معك لايبيح ( عرضي ) ولا يحل ( غيبتي ) ولايجيز ( قطيعتي ) .
*إني لأرجو أن تكون عاقلا أريباً، وأربأ بك أن تكون أحمقاً متعصباً أو متطرفاً محترقاً فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف :
١_ إن لم تكن معي فلايعني أنك ضدي ( وهذا منطق العقلاء ).
٢_ إن لم تكن معي فأنت ضدي ( وهذا نهج الحمقى ).
٣_ إن لم تكن معي فأنت ضد الله !!! (وهذا سبيل المتطرفين ).
*الآراء يا أخي للعرض لا ( للفرض )
وللإعلام لا ( للإلزام )
وللتكامل لا ( للتلاكم).
*وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لابد أن ندرك أنها رأيٌ في ( الدين ) وليست رأي ( الدين ).
*إن عدم احترام رأي المخالف وإهدار ( إخوته ) وقطع أواصر ( محبته ) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى ( ربيع عربي فكري ) فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه من الاستبدادِ السياسي.
*ختاماً
عندما نحسن كيف نختلف ..سنحسن كيف نتطور .
بعضنا يتقن ( أدب الخلاف )
والبعض الآخر يهوى ( خلاف الأدب ).