الأنظار شاخصة نحو فلسطين.. ماذا سيحدث في أراضي الـ48 – فاروق الضناوي

تعيش الاراضي الفلسطينية حاليا إرهاصات انتفاضة شعبية ثالثة، ويجمع المحللون على ان الانتفاضة المقبلة ستنطلق من اراضي ٤٨ حتما، خصوصا ان الخيارات التي سبق وخاضها الشعب الفلسطيني تراوحت بين خيار ابو مازن المتمثل بالتفاوض، والخيار الثاني هو خيار الانتصار العسكري، العاجز سياسيا….بسبب الحصار والضغط والمقاطعة واتهامه بالارهاب.
والاستعداد للخيار الثالث لا يأتي من فراغ، بل يأتي من الألم اليومي الذي يمارسه الصهاينة بحق الفلسطينيين وابرزها تكرار حالات الدهس والقتل والحرق والشنق، اضافة الى الطامة الكبرى وهي تدنيس المقدسات .
وما يحدث حاليا من تطبيق دقيق للمخططات المدروسة بدقة لتحويل التدنيس الإسرائيلي للأقصى الشريف على إنه شيء طبيعي وعادي جداً، من اقتحامات للمسجد الأقصى بشكل متكرر وكأن الأمر عادي جداً.. وهذا ما لا يجب على الأمتين العربية والإسلامية السكوت عنه، ويجب عليها البدء في كشف ذلك المخطط و التعامل مع جميع الإقتحامات بحزم وصرامة.
وعلى الجميع تحمل المسؤولية الكاملة أمام الارتكابات الاسرائيلية، والتوجه لدعم المقاومة الأبية في فلسطين لرد العدوان المتكرر على تدنيس الأقصى من قبل المستوطنين الصهاينة بحماية جيش الإحتلال.
خصوصا ان اسرائيل تعتبر ان هذا هو التوقيت المناسب لتنفيذ كافة الأجندات اللتي لم تستطع تنفيذها في السابق وذلك لإنشغال العالم العربي والإسلامي بمشكلاته الداخلية والمسيطرة أيضاً على انظار المجتمع الدولي مثل قضية سوريا والعراق واليمن وليبيا مما يجعل المناخ مناسباً أمام اسرائيل في الوقت الراهن للعب بكل الأوراق الموجودة للوصول إلى بغيتها في توطيد الإحتلال وخلق الخلافات والفرقة بين الفصائل الفلسطينية المقاومة.
هذا الخيار الجديد …الخيار الثالث …الانتفاضة الشعبية وعنوانها حماية بيت المقدس، هو الذي سيواجه شراسة الانتخابات الرئاسية الاسرائيلية، والتي يخوض فيها العدو الإسرائيلي أول مراحل الإنتخابات الرئاسية، ويستخدم الجزار نتنياهو كل الوسائل للكسب، وأبرز وسائله تبجحه واستعدادته لاظهر عنصريته وجرائمه تجاه الشعب الفلسطيني في اطار منافسته مع أبرز خصومه والحصول على التأييد من كل الأطراف والجماعات في دولة الإحتلال الصهيوني ، فيعيث فسادا وعنفا، ويعد بالمزيد الإعتداءات وحمامات الدماء.
وكأن ما يحدث للمقاومة من حصار اميركي واسرائيلي لا يكفي بل تساعد مصر ف ي ذلك عبر الاستمرار ولتعنت في اقفال معبر رفح، لإطباق الحصار على المقاومة وهو ما يرقى إلى الخيانة العظمى للأمتين العربية والإسلامية.
كل هذا يحصل أيضا ولا تزال الخلافات تعج داخل البيت الواحد بين حمس وفتح اصحاب الخيارات العاجزة المتمثلة بخيار السلطة (التفاوض والتفاوض ) وخيار المقاومة(حماس الجهاد) والعاجز عن تثمير انتصاراته سياسيا..وحادث ذكرى رحيل عرفات ابرز دليل على تصدع البيت الواحد وانهياره.
إذا كانت الحلول ومفاوضات السلام اودت إلى الإعتراف بدولة فلسطين والسلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني فإن هذا الحل يملك ثغرات عديدة و أولها الإعتراف بدولة الكيان الصهيوني إسرائيل ، كما أنه يبطل دور المقاومة الفلسطينية الأبية و لا يجعلها تتحرك بحرية من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية المنهوبة من قبل الصهاينة المعتدين كما أنه أيضاً قد يودي بالتيارات الفلسطينية المقاومة إلى الفرقة فيما بينهم كفريق مقارب لهذا الفكر في حركة حماس و فريق رافض مثل تيار الجهاد الإسلامي مما يجعل المستفيد الأكبر من الإعتراف بدولة فلسطين على المبدأ والخارطة الحالية هو دولة الكيان الصهيوني إسرائيل.
وكما ذكرنا وكررنا لن يكون هناك رادع للتطرف الاسرائيلي والتخاذل العربي والاجرام المستمر الا اهل فلسطين وحجارتها.