تقارير

السلفية الوهابية واللواطة …

 

الإستنماء في الدين مكروه لأنه يرضي رغبة الجنس من دون الغاية التي سخرت لأجلها ، فالجنس كرغبة وحاجة وما يرافقه من متعة، كله مسخر لخدمة التكاثر والإنجاب ، كما الحب والعشق مسخر لخدمة دوام الأسرة … وهي إرادة الله فلو استخدم الجنس من دون تحقيق الغاية منه ، أي تم تفريغ الحاجة وتحقيق الرغبة وتحصيل المتعة من دون الغاية ، نكون قد خالفنا سنة الله في خلقه، ومن هنا ندخل باب المكروه ، وعندما يصل سلوكنا لإيقاع الضرر في المجتمع نكون قد دخلنا باب التحريم ، أي عندما تشيع الفاحشة وتشرعن ، فهذا يجعل الكثيرين يستغنون عن الزواج وتشكيل الأسر … والتي منها زواج المثليين الذي لا ينتج عنه الغاية المرجوة من خلق غريزة الجنس ، فممارسته سرا هي فاحشة مكروهة ، أما شرعنته وإشهاره فهي جريمة بحق المجتمع الإنساني ( حتى لو كان حقا من حقوق الإنسان في امتلاك واستعمال جسده ) …

الدين أيضا له غاية أساسية هي تشكيل ضمير مراقب ومحاسب يتقي الله ويضبط سلوك البشر ، ولو استخدم التعبد والشكليات والمظهر من دون مضمون ، فهو أيضا حرف للدين عن غاياته ، واستخدام له بغير سنن الله ، فالصلاة والعبادات تنهى عن المنكر ، وعن التدليس والتآمر والخداع والمراوغة واستغلال احترام الناس للدين لخداعهم وللتسلط عليهم .

وإذا اعتبر الإسلام أن الدنيا هي الطريق نحو الآخرة ، وأمر باصلاح شأنها ، فهو لم يجعل الدنيا للدنيا ، والسياسية ليست هي الهدف ولا السلطة بل هي وسائل لتحقيق الهدف الأسمى والذي هو أخروي وليس دنيوي ، ووجود السلفية الوهابية في القيادة لا يعني أن إرادة الله قد تحققت ، وأن الجنة قد نزلت للأرض . فالسياسة والتحكم والسيطرة تبقى شأن دنيوي وفتنة ، وشر لابد منه ، فكيف تصبح غاية أهم من تقوى الله ، يضحون في طريق الوصول إليها بكل القيم والحقوق ، ويسعون لها بالتآمر والإغتيال والرشوة والإنقلاب والفساد والإفساد وكل ما نهى عنه الدين ، ثم يقولون نحن نريد أن نحكّم الإسلام . فهلا حكموه في الوسيلة أيضا …

اللوطي الذي يتمتع ويمارس الجنس في طريق آخر (لا يحقق غاياته الغريزة ) بل يعفيه من مسؤولياته … هو تماما كالمتدين الذي يدعي الدين ويستخدمه لتحصيل النفوذ والمكاسب والثروة والسلطة ، من دون تقوى ومن دون الخير العام الذي يهدف اليه التدين في الدنيا ، والذي يجزى عليه في الآخرة ، والاهتمام بشكليات الدين وتوظيفه في خدمة الوصول للسلطة والتسلط ، وممارسة الفساد والاستبداد على الناس ، باسم الدين والإسلام ، هو ممارسة للواطة الدينية ، وهو من يجعل السلفية الوهابية ودعوتهم كمن يفعل الفاحشة، لأن الغاية قد غابت عنهم وأصبح الدين وسيلة لغايات دنيوية شيطانية ، وهي تقوى الله وخدمة الحق والعطاء والزهد بالخاص لصالح العام ،

ممارسة اللواطة تحقق متعة السادية والتسلط والإقحام والإيلام ، كما هي ممارسة السلطة الاستبدادية التي هي معشوق السلفية الوهابية  وغايتهم ومعبودهم .. والذين لم يبذلوا أي جهد في الدعوة ونشر القيم ، بل حصروا كل نشاطهم في الكيد والتآمر والحرب للوصول للكراسي والثروة … وهي ليست غايات الدين ولن تكون …. ومتعة السلطة هي كمتعة الجنس لها غايات يجب أن تخدمها .

السياسة والثروة والسلطة يجب أن تكون في خدمة الدين ، وأن يحكمها الضمير والقيم ، لا أن يكون الدين والتدين تجارة تخدم الغايات السياسية وتخدم الوصول للسلطة ، وإلا كانت استخداما مخالفا للطبيعة يحقق المتعة كما هو حال الجنس في اللواطة …

وبدراسة توزع انتشار السلفية الوهابية ، سنكتشف أنهم ينتشرون فقط ويهمينون في المناطق والمجتمعات التي تنتشر وتعم فيها ممارسة اللواطة ، وهو ما يؤكد تشاركهما وترابطهما وسيلة وظرفا وعقلا وسلوكا … واحتلال الاخوان لساحة التدين والسياسة وممارستهم لها يشبه إلى حد بعيد طغيان الفاحشة واشهارها في زمن غير زمن لوط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق