تقارير

المحسوبية !! – حسين الخطيب

 

المحسوبية … تفضيل شخص على آخر وفقاً للانتماءات والتحيزات العرقية، الدينية،المذهبية، الطبقية، خاصة في الحصول على وظيفة في منصب معين أو الحصول على مميزات مالية وحتى معنوية، وبالطبع المحسوبية كابوس مرعب، خاصة بالنسبة لأصحاب الكفاءات، حيث تحطم خلال ثوان معدودة آمالهم وتطلعاتهم الايجابية والمشروعة في ربط كفاءتهم بما يمكن لهم فعلاً تحقيقه في مجتمعهم من نجاحات.

والمحسوبية هي مظلة كبيرة تنضوي تحتها مظاهر سلبية مشابهة لها، المنسوبية “محاباة الأقارب، الأصدقاء، العرق، الدين، المذهب، على حساب العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص،ولعل أشر ما تؤدي إليه المحسوبية بأنواعها المختلفة هي توفيرها وقوداً لا ينضب للتصارع الاجتماعي، وانتشار التنافر والتباغض والخصومة بين أبناء المجتمع الواحد.

المجتمعات التي تتغاضى عن المحسوبية أو تشجعها بشكل مباشر أو غير مباشر تنحدر تدريجياً نحو التفكك الذاتي وذلك لأن ركيزة التوافق الاجتماعي النمطي تتمثل في شعور أغلبية أعضاء المجتمع أنهم يتم التعامل معهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وما يفرق بينهم هي جهودهم الشخصية في تحقيق النجاح وفق مثابرتهم وكفاحهم وبالطبع وفقاً لمؤهلاتهم وإمكاناتهم الشخصية.

يتحقق التعايش السلمي إذا تكرست في المجتمع مبدئ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وهذه الأخيرة لا تتحقق فقط وفقاً للشعارات البراقة بل تتمثل في تصرفات وإجراءات ملموسة، وبالطبع ما يؤثر سلبياً في تكافؤ الفرص ويؤدي إلى تهميش الكفاءات،بشكل أو بآخر، ممارسات تتمثل في الشللية والمحاباة الشخصية على حساب المواطنين الآخرين.

توجد المحسوبية والمحاباة في أكثر المجتمعات تقدماً، لكن توجد قوانين تمنعها وتحد منها، حيث تتحمل الحكومات مسؤولية محاسبة من يمارس المحسوبية والمحاباة بشكل يتعارض مع القوانين والنظم المتبعة.

المحسوبية وقود للصراع الاجتماعي وستتحول إلى جرح غائر في الذهن الجمعي تنشر سرطان التنافر والتناحر والتطاحن الاجتماعي، ما لم يتدخل العقلاء والحكماء بين الحين والآخر لإعطاء كل ذي حق حقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق