ماذا حققت ثورتنا المباركة ؟

قال لي قريبي الثوري السابق: لماذا وقفت منذ البداية الأولى ضد الثورة؟ لماذا قلت أن لا أمل فيها، وأن إسقاط النظام أمر مستحيل؟؟
أجبت الشاب الذي يعيش في تركيا اليوم: لأن التغيير لا يمكن أن يأتي من البياضة وبابا عمرو، من دير بعلبة والخالدية!! قطعاً لا أعرف حواري دير الزور وشوارع حلب؛ لذلك لا أستطيع أن أحكم على هذه الثورة المباركة من منظار حلب أو دير الزور أو حتى الرقة أو درعا!! لكني أعرف أن المعلومات التي ذكرتها آنفاً حول مناطق حمص التي ولّعت شرارة الثورة المباركة دقيقة جداً!! ولا أعتقد أن أحداً – إلا من رحمته الآلهة – في دير بعلبة أو تير معلة؛ في بابا عمرو أو البياضة: يمكن أن يدرك المعنى الحقيقي لكلمة ” حرية ” أو مصطلح ” ديمقراطية “! لا يمكنك أن تجني من الشوك إلا الشوك!! ومهما كان لكلامنا الطابع التعميمي، إلا أن ثمار هذه الثورة المباركة، بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر تقريباً على ولادتها من رحم الإرهاب، تؤكّد صحة ما قلناه!!
1 – الحراك الشغبي الذي عرفته سوريا بداية في درعا أكثر محافظات الدولة تخلفاً ومن ثم في المناطق السنية الأبعد عن المدنية أو الثقافة يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الحراك ليس غير هيجان طائفي لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالديمقراطية، هدفنا الأمثل؛ وكتيبة الفاروق أو غيرها التي حاولت في البداية أن تخفي جنونها المذهبي خلف أسماء مبهمة، عادت وكشفت عن وجهها القاعدي الحقيقي عبر أكثر العصابات إرهاباً وإجراماً كالنصرة وداعش؛
2 – الدمار الإقتصادي الهائل الذي حوّل كبار تجّار من حلب أو حمص إلى باعة بسطات؛ ونساء سيدات مجتمع إلى طالبات للصدقة في الحمرا والزعتري وتقسيم!
3 – الدمار الثقافي مع تمدد داعش والنصرة إلى أوابد سوريا التاريخية، كتدمر وإدلب!!
4 – الدمار المجتمعي المتمثّل في هذا النوع من التفكك الأسري والتحلل الخلاقي والبعد عن كافة منظومات القيم عبر منظومة لا قيم إرهابية مجرمة تفرض عبر مزاعم دينية كاذبة!
5 – دمار البنى التحتية وغيرها من المنشآت الحيوية كالبيوت والطرق وطرق السكك الحديد، خاصة في المدن المنكوبة بأهلها!!
6 – دمار البنى التعليمية مع هذا التسرّب الهائل للأطفال من المدارس؛ غير الانفلات الدراسي وتدمير المدارس وكثير من الجامعات والمعاهد.
7 – هروب العقول المتعلمة من سوريا.
8 – الانزياح الكامل للثقافة الوطنية مقابل اجتياح غير مسبوق للفكر المذهبي.
9 – ظهور جيل مشوّه من أطفال الحرب فتح عينيه على مشاهد القتل والتدمير وسقوط الأخلاق!
10 – التغيّر غير المسبوق في العقلية السورية التي أفقدت السوري عموماً كرامته وشخصيته وهويته في سبيل البقاء!!
هل ثمة من يضيف إلى فوائد الثورة المباركة!!
أنتظر التعليقات المفيدة…