أمل لمرضى سرطان البنكرياس

أصبح بإمكان تحليل بول بسيط أن يكشف سرطان البنكرياس في مرحلة مبكرة أكثر مقارنًة مع ما توصَّل إليه العلماء لحد الآن. فنجح باحثون في تحديد “مجموعة بروتينية خاصة” موجودة في بول المصابين بهذا المرض دون سواهم.
وغالبًا ما يُشَخّص سرطان البنكرياس في مرحلة متقدّمة جدًا، فلا يبقى سوى 3 في المئة من المرضى على قيد الحياة، وذلك بعد مرور 5 سنوات على تشخيصهم.
ورحّبت الجمعيات المعنيِّة بالسرطان بالدراسة التي نُشِرَت في “Clinical Cancer Research”، مُعْرِبة عن “الحاجة الماسة” إلى تحليل كهذا.
ويُشَخَّص 9 آلاف شخص تقريبًا بسرطان البنكرياس سنويًا في المملكة المتحدة. ولهذا المرض أقل معدل بقاء لخمس سنوات، مقارنًة مع أيّ سرطان شائع أكثر، واللافت أنّ هذا المعدّل قد شهد ارتفاعًا لا يُذْكَر في خلال الأربعين سنة الماضية.
ويُشَخَّص أكثر من 80 في المئة من الأشخاص بالمرض بعد انتشاره في الجسم، لذا لا يكونوا مؤهلين للخضوع لجراحة لإزالة الورم، وهي التي تُعَدُّ العلاج الممكن الوحيد لحدّ الآن.
ويتعرّض الأشخاص الذين لدى عائلاتهم تاريخ في الإصابة بالمرض لخطر أكبر، ومنهم المدخنون الشرهون والبدناء، ومن تعدوا الـ50 عامًا وشُخِّصوا بالسكري حديثًا.
المزيد من الأبحاث
يأمل العلماء البريطانيون والإسبان الذين طوّروا التحليل، في حال كان على قدر التوقعات، أن يتمكنوا من تشخيص المرضى بشكل مبكر أكثر، وتوفير العلاج لهم.
وشمل البحث ما يقارب 500 عينة من البول، عادت 200 منها إلى مصابين بسرطان البنكرياس، و92 إلى مرضى التهاب البنكرياس المزمن، و87 إلى متطوعين يتمتعون بصحة جيدة. أمّا بقية العينات فكانت لمصابين بسرطان الكبد الحميد، وسرطان الكبد الخبيث، وأمراض متعلقة بالتهاب المرارة.
و من بين الـ1500 بروتين الموجود في البول، كان LYVE1، وREG1A وTFF1 موجودين بنسب مرتفعة في بول مرضى سرطان البنكرياس، وهذا يشير إلى “مجموعة بروتينية خاصة” يمكن أن تُشَخِّص شكل المرض الأكثر شيوعًا، وذلك بشكل دقيق بنسبة 90 في المئة.
وتبيّن أنّ مستويات هذه البروتينات الثلاثة نفسها موجودة، ولكن بنسب منخفضة أكثر، لدى المرضى الذين يعانون التهابًا مزمنًا في البنكرياس.
ويتم التخطيط لإجراء المزيد من الأبحاث، سيركز العلماء فيها بشكل أساسي على الأشخاص الذين تعرّضهم جيناتهم لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس بشكل أكبر.
“حماسي جدًا”
قال البروفيسور “نيك لوموان” من معهد “Barts” للسرطان: “هذا حماسي جدًا، لأنّها المرة الأولى التي تسنح فيها الفرصة لمرضى سرطان البنكرياس؛ إذ أنَّ في ذلك انتقال من تشخيص في مرحلة متقدّمة جدًا إلى تشخيص في مرحلة مبكرة وعلاج ممكن بواسطة الجراحة.
وأضاف: “عادة ما يُشَخّص المرضى عندما يكون السرطان في مرحلة نهائية، لكن إذا شُخِّصَ في المرحلة الثانية، تبلغ نسبة النجاح 20 في المئة. ويمكن أن ترتفع هذه الأخيرة إلى 60 في المئة، إذا شُخِّصَ في المرحلة الأولى، وذلك لدى المرضى الذين يعانون أورامًا صغيرة جدًا”.
وقالت “فيونا أوسغون”، من جمعية “Cancer Research” في المملكة المتحدة: “لا يزال أمامنا الكثير قبل معرفة ما إذا كان يمكن لهذا البحث أن يفضي إلى تحليل من شأنه أن يساعد على اكتشاف سرطان البنكرياس في مرحلة مبكرة، أو تحديد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا منه”.
وأضافت: “يضطلع بحث كهذا بأهمية كبيرة، إذا أنّه تم إحراز تقدّم بسيط على صعيد تحسين معدل البقاء بعد تشخيص سرطان البنكرياس، ونحن بحاجة إلى مقاربات مبتكرة”.