العري… مناصرةً للأجسام الكبيرة

يشهد العالم حاليّاً ثورة جمالية تهدف إلى قلب معايير الجمال ومفاهيم الموضة واستبدالها بأنماط جديدة أكثر تحرّراً وتساهلاً. ولذلك، تدعو الكثير من المنظّمات والجمعيات والشركات، كلٌّ على طريقتها الخاصّة، النساء إلى عدم الخجل من أجسامهنّ الكبيرة والعريضة. فهل يكون العريّ الحلّ لإيصال الرسالة؟
أرادت المصوّرة البرازيلية ماريانا غودوي تحدّي الصورة النمطية العالمية للجمال عموماً، وشكل الأجسام خصوصاً، فالتقطت صوراً لعدد من النساء ذوات الأحجام الكبيرة وهنّ عاريات أو يرتدين الملابس الداخلية تأكيداً على فكرة أنّ “المنحَنَيات جميلة ومثيرة والتنوّع جميل”.
وجاءت مبادرة غودوي هذه بعد أن طلبت العلامة التجارية Target من النساء ذوات الحجم الكبير عرض ملابس البحر خاصّتهن، وكانت مشاريع أخرى قد سبقت المبادرتين تحدِّياً لصورة الجمال النمطية.
تحدّياً للمجتمع
أطلقت المصوّرة الفوتوغرافية على مشروعها هذا عنوان “Empoderarte Me”، حيث التقطت عدداً من الصوَر لنساء عاريات أو يرتدين الملابس الداخلية ويبرزن منحنياتهنّ والكيلوغرامات الزائدة.
وتعليقاً على هذا المشروع قالت غودوي في حديثها إلى Cosmopolitan: “في بلادي، تلتزم النساء بمعايير الجمال المفروضة عالمياً والمسوّق لها عبر الإعلانات والبرامج التلفزيونية وهذا ما يشكّل عبئاً على نساء كثيرات، ولذلك أتمنّى أن تتغيّر العقليات إثر هذا المشروع”.
وأقرّت أنّ “صديقتي أعطتني فكرة هذا المشروع، ووجهت الدعوة إلى كلّ النساء plus size الراغبات بالاحتفال بأجسادهنّ وإظهار ثقتهنّ بها، وقد جاءتني ردود فعل إيجابية كثيرة”.
… وقبول الذات
وفي الصوَر التي نشرتها غودوي على مواقع التواصل الإجتماعي، نلاحظ أنّ النساء كشفن عن منحنياتهنّ وأجسامهنّ، إمّا عاريات أو بارتدائهنّ ملابس داخلية سوداء، بفخر كبير واعتزاز. وتعليقاً على فكرة الملابس الداخلية، قالت المصوّرة في حديثها إلى موقع “ديلي ميل” البريطاني: “لقد اخترت الملابس الداخلية لأنّ نسبة صوَر النساء اللواتي يرتدينها قليلة ونادرة”، مؤكّدةً أنّ “الهدف من المشروع هو تحدّي الصورة النمطية وقبول الذات”.
وتابعت حديثها مؤكّدةً: “أعتقد أنّه إذا تصفّحت النساء المكتنزات صوَر هذا المشروع فإنهنّ سيستمدَنّ قوّتهنّ من العارضات: قوّة حبّ الذات وقبول الجسد”. وعن النساء اللواتي ظهرن عاريات؟ ردّت: “كان العريّ خيارهنّ الشخصيّ، فبالنسبة لهنّ هذا يعبّر عن حبهنّ لذواتهنّ وأجسادهنّ”.
شعارات ورسائل
وسواءٌ ظهرن من الخلف أو من الأمام، فإنّ ثمّة عارضات كتبن على أجسادهنّ شعارات تحمل رسائل مهمّة معنوياً أهمّها: “جسدي، قواعدي”، للتأكيد على أنّ “المظهر الخارجي خيارٌ شخصيّ ويجب ألّا يخضع للقواعد العالمية”. وكتبت امرأة أخرى عبارة “جسمي دائري ولكنني بصحّة جيّدة”، بإشارة منها إلى المشكلات الصحّية الناتجة عن الأجسام الهزيلة.
وأشارت غودوي في حديثها إلى أنّها أرادت عبر هذه الصوَر والشعارات إيصال رسالة خاصّة وهي أنّ “النساء المكتنزات واللواتي يعانين من السمنة الزائدة، لا يعانين من مشكلات صحّية كما النحيلات”.
ورغبت أن تتمكّن بصورها تلك من “كسر التابو في المجتمع البارازيلي في ما يتعلّق بأشكال الأجسام لا سيّما الـplus size”. وختمت حديثها مؤكّدةً: “أردت إظهار أنّ حصول المرأة على منحنيات بارزة لا يفقدها جمالها وأنوثتها، وبالتالي على الناس التخلّي عن معتقداتهم السابقة في ما يتعلّق بمَن يعانين من الوزن الزائد”.
ويبدو أنّ مبادرة المصوّرة البرازيلية قد لقيت إعجاباً وترحيباً، إذ أقرّت أنّه ما إن نشرت أوّل صورة على المواقع الاجتماعية، حتّى لاقت التأييد والترحيب “حتّى أنّ البعض شجّعني على السير في هذا المشروع إلى النهاية”.
اليسار حبيب